جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
أصابعي لا تشير إلا الى الفراشات
تاريخ النشر:
2022
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
15 صفحة
الصّيغة:
37.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
"أصابعي لا تشير إلاَّ إلى الفراشات" كتاب (تصوير ضوئي) للفوتوغرافي، السوري "مظفر سلمان" وهو يصور لنا البشر، بأحلامهم، وخيالاتهم، ورغباتهم، وحتى رفضهم، ما يكشف عن مهارة قل مثيلها وكيف لا وهو القائل: "... أنا أرتبط بالإنسان، وأقصده في الأمكنة، وفي هذا الكتاب، أشير إلى تلك الكائنات، التي تطير نحو ...الضوء أبداً، نحو الحلم...".عن عمله هذا يقول مظفر سلمان: "في هذا الكتاب صور عدّة، التقطتها بهذه الكاميرا.
بعد خدمة العلم تماماً، عام 2003، قرّرت أن أدرس التصوير، فكان درسي الأول من معلمي هاني شموط، عندما سألني: (أين هي أجمل صورة؟) ارتبكتُ، لم أجبْ، ثم أتى جوابه: إنَّ أجمل صورة هي التي في رأسك. نقلني هذا الدرس إلى عالم التصوير الاحترافيّ، وعرفت آنذاك أنني أريد أن أكون مصوراً صحفياً، رغم عدم امتلاكي خبرةً، أو حتى فرصة عمل.
مُتعتي كانت عظيمةً، في إعادة استخدام جهاز طباعة صور (الأبيض والأسود) القديم، الذي اعتدت رؤيته في المنزل واللعب به أحياناً كثيرة، دون أن أدري ماهيّته. وأثناء دراستي (البكالوريا) استخدمت الشريط الكهربائي، وما اتَّصل به (المصباح الخاص بالجهاز)، لأضيء سطح المنزل ليلاً، حتى أتمكّن من الدراسة، وكأنها كانت إشارة إلى ما سأكونه، فمثلما يعكس المصباح خيال النيغاتف على ورقة الطباعة البيضاء، انعكست صورتي، صورة المراهق الذي يدرس كتب الفيزياء والرياضيات بملل، لتتشكَّل صورة أُخرى، صورتي النهائية كمُصوِّر في المستقبل.
أسّستُ لحياتي كمُصوّرٍ محترفٍ في السنة التي تلتْ دراسة التصوير، مع اقتصارها على سعيي إلى تأمين أفلام الأبيض والأسود، والتصوير الحر، وتظهير الصور وطباعتها يدوياً، ففي غرفتي الصغيرة (القبو)، كنت أعمل منذ منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحاً، منتهياً بمرحلة غسل الصور.
في الظهيرة، عندما أكون متعباً، والشمس شبه عمودية، تتحوّل غرفتي الصغيرة إلى كاميرا حقيقية، مستلقياً على الكنبة المعدنية بصمت، مطفئاً الضوء، كنتُ أستمتع، بانعكاس ظلال المارّة في الشارع على حائط غرفتي (القبو)، وأراقبهم كيف يتشكّلون، من زاوية الحائط، يبدؤون بالظهور خيالاً ضئيلاً مغبشاً، ليصير أكثر وضوحاً في المنتصف، ثم يتلاشى في الزاوية التي تقابل الحائط. امتلأتْ غرفتي بالبشر، بصورهم، وخيالاتهم، هذه الغرفة المكونة من الجدران الأسمنتية القوية، ليستْ إلا ملجأً حربياً منزلياً، ذا نافذةٍ صغيرة مضيئة.
صور غرفة (القبو) في حمص، عبرت بي إلى دمشق. ليس المنزل المزدحم بالصور ما حرَّك كُلَّ هذا الآن، بل هي الرغبة في الرفض، وتعبيري عنها كان من خلال التصوير...".
بعد خدمة العلم تماماً، عام 2003، قرّرت أن أدرس التصوير، فكان درسي الأول من معلمي هاني شموط، عندما سألني: (أين هي أجمل صورة؟) ارتبكتُ، لم أجبْ، ثم أتى جوابه: إنَّ أجمل صورة هي التي في رأسك. نقلني هذا الدرس إلى عالم التصوير الاحترافيّ، وعرفت آنذاك أنني أريد أن أكون مصوراً صحفياً، رغم عدم امتلاكي خبرةً، أو حتى فرصة عمل.
مُتعتي كانت عظيمةً، في إعادة استخدام جهاز طباعة صور (الأبيض والأسود) القديم، الذي اعتدت رؤيته في المنزل واللعب به أحياناً كثيرة، دون أن أدري ماهيّته. وأثناء دراستي (البكالوريا) استخدمت الشريط الكهربائي، وما اتَّصل به (المصباح الخاص بالجهاز)، لأضيء سطح المنزل ليلاً، حتى أتمكّن من الدراسة، وكأنها كانت إشارة إلى ما سأكونه، فمثلما يعكس المصباح خيال النيغاتف على ورقة الطباعة البيضاء، انعكست صورتي، صورة المراهق الذي يدرس كتب الفيزياء والرياضيات بملل، لتتشكَّل صورة أُخرى، صورتي النهائية كمُصوِّر في المستقبل.
أسّستُ لحياتي كمُصوّرٍ محترفٍ في السنة التي تلتْ دراسة التصوير، مع اقتصارها على سعيي إلى تأمين أفلام الأبيض والأسود، والتصوير الحر، وتظهير الصور وطباعتها يدوياً، ففي غرفتي الصغيرة (القبو)، كنت أعمل منذ منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحاً، منتهياً بمرحلة غسل الصور.
في الظهيرة، عندما أكون متعباً، والشمس شبه عمودية، تتحوّل غرفتي الصغيرة إلى كاميرا حقيقية، مستلقياً على الكنبة المعدنية بصمت، مطفئاً الضوء، كنتُ أستمتع، بانعكاس ظلال المارّة في الشارع على حائط غرفتي (القبو)، وأراقبهم كيف يتشكّلون، من زاوية الحائط، يبدؤون بالظهور خيالاً ضئيلاً مغبشاً، ليصير أكثر وضوحاً في المنتصف، ثم يتلاشى في الزاوية التي تقابل الحائط. امتلأتْ غرفتي بالبشر، بصورهم، وخيالاتهم، هذه الغرفة المكونة من الجدران الأسمنتية القوية، ليستْ إلا ملجأً حربياً منزلياً، ذا نافذةٍ صغيرة مضيئة.
صور غرفة (القبو) في حمص، عبرت بي إلى دمشق. ليس المنزل المزدحم بالصور ما حرَّك كُلَّ هذا الآن، بل هي الرغبة في الرفض، وتعبيري عنها كان من خلال التصوير...".
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج