جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
التحولات الدينية والمذهبية في الأندلس منذ الفتح وحتى نهاية عصر ملوك الطوائف

التحولات الدينية والمذهبية في الأندلس منذ الفتح وحتى نهاية عصر ملوك الطوائف

تاريخ النشر:
2021
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
1518 صفحة
الصّيغة:
89.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

بعد الفتح الإسلامي لشبه جزيرة أيبريا عام 92 هـ / 711 م، أنهي المسلمون الوجود القوطي في إسبانيا في معركة فاصلة بينهم في كورة شذونة Sidona، وانتهت بتغلب المسلمين علي الإسبان، وأصبحت شبه جزيرة أيبريا تابعة للدولة الأموية في الشام في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك 86 ـ 96 هـ / 705 ـ 715 م ، بقيادة القائد البربري طارق بن زياد، و العربي موسي بن نصير.
وقد استقر العرب والبربر المسلمون في الأندلس، وانتشروا في كل بقاعها، وكانت أواصر الصداقة تربط بينهم وبين السكان الأصليين، فقد أرتبط الأمير عبد الرحمن بن معاوية بعلاقة وطيدة مع أرطباش، وقامت أيضاً بينهم علاقات مصاهرة، مثل زواج عبد العزيز بن موسي بن نصير من أرملة لذريق أخر ملوك القوط، وزواج سارة بنت غيطشة من عيسي بن مزاحم الذي زوجها له الخليفة هشام بن عبد الملك، فأنشئوا طبقة اجتماعيه جديدة من المولدين الإسبان من أب عربي وأم إسبانية.
كانت العلاقات الودية بين المسلمين والإسبان سبب من الأسباب التي دفعتهم لاعتناق الإسلام بعد ما وجدوا التسامح وحسن المعاملة مقارنة بمعاملة القوط لهم، فكان أول من دخل في الإسلام طبقة العبيد والمزارعين الذين وجدوا في الإسلام منفذاً للخلاص من العبودية ورفعة لشأنهم، وكان المسلمون لديهم من السماحة ما جعل للذميين من النصارى واليهود قضاءهم الخاص يفصل بينهم في أمورهم كلٌ حسب شريعته وقوانينه الخاصة.
وبالتعايش سوياً حدث امتزاج بين اللغة اللاتينية والعربية فكان نتاجها لغة سميت " بعجمية أهل الأندلس ". اشتبكت اللغتان العربية واللاتينية في صراع كان من شأنه أن تتغلب إحداهما علي الأخرى ومر هذا الصراع بمراحل كثيرة علي مدي زمني طويل حتي انتهي بانتصار اللغة العربية علي لغة سكان البلاد الأصليين. فبعد أن كان هناك لهجات كثيرة في شبه الجزيرة الأيبرية من اللغة الرومانسية ـ وهي مزج بين اللاتينية والعربية ـ واللغة اللاتينية، واللغة العربية وهي اللغة الرسمية للمكاتبات ولغة الأدب والفكر فنشأت طبقة من معلمي اللغة العربية " المؤدبين"، وكثُرت الرحلات العلمية إلي المشرق للتعمق في تعلم اللغة العربية والتفقه في الدين الإسلامي، وبدأ من قاموا برحلات إلي المشرق بجمع الكتب ونشرها في الأندلس مثل كتاب الكسائي الذي أدخله إلي الأندلس جودي النحوي، وأدخل الأشتيق نسخة كتاب سيبويه، وقاموا بتأليف كتب خاصة بهم مثل مؤلفات جودي النحوي، وبكر بن خاطب المرادي.
ثم بدأت عناية الأندلسيين بالمكتبات أوجها في عهد الخليفة الحكم المستنصر (350 – 366 هـ / 961 – 977 م) فقيل عنه أنه لم يسمع بخليفة بلغ مبلغ الحكم في حبه للكتب واقتناءها والعناية بها. ويأتي بعده المنصور بن أبي عامر، حيث كانت له مكتبة وولده من بعده.
وفي آخر مراحل الصراع بين اللغتين أصبح علماء اللغة يأتون من المشرق إلي الأندلس وليس العكس، وهذا دليل علي مكانة اللغة العربية في هذا الوقت، وأشهر من أتي كان ثابت بن محمد الجرجاني قدم إلي الأندلس عام 406 هـ (1051 م)، وكان له أثر كبير في إثراء الحياة اللغوية في الأندلس أصبحت اللغة العربية في الأندلس اللغة الرسمية واندثرت اللغة اللاتينية فنري القس ألبارو القرطبي يتحدث عن ولع الإسبان بالأدب العربي .
لم يتم العثور على نتائج