حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية واتفاقية سيداو

دراسة موضوع واسع بحجم وعمق موضوع المرأة في ظل اتفاقية أثير حولها الحبر الكثير، ووقعت لأجلها الاختلافات الأكثر، يتطلب تعمقا في محيط تلك الدراسة، ابتداءً من تاريخ المشكلة النسائية عبر عصورها المختلفة، وطرح تساؤلات عن مدى تكريمها التشريعي في مختلف تلك الأزمنة، وهل كان للمرأة حضور تشريعي حقوقي حظيت من خلاله ببعض الكرامة الإنسانية؟ هل وصلت النساء للتكريم في مختلف شرائع الأمم السابقة، أم ظلت مهمشة كما يُتخيَل؟
هل وجود اتفاقيات عالمية ضرورة حياتية أم مطلب فوقي؟ هل يمكن لأي تشريع بشري تنحية التوجيه السماوي الإسلامي تكريما للنساء ؟ وهل يمكن التوفيق بين الشريعة الإسلامية وبين توجيهات وتوصيات مختلف الاتفاقيات البشرية بخصوص المرأة وحقوقها؟
مشكلة المرأة وواقعها أوصلت المطالبات للتغير استنجادا بالتشريعات الدولية، فكانت اتفاقيات الأمم المتحدة، وقد ظهرت قوانين أممية كثيرة عناوينها لصالح النساء، وإن كان واقع الأمر غير ذلك بحسب اختلاف الناظر للموضوع، فقد صدر عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، عدة اتفاقيات وتوصيات و(بروتوكولات) ووثائق، تخص المرأة.
إن دراسة هذه الوثائق دراسة فاحصة تسبر أغوارها، وتبحث في جزئيات موادها، وكذا ما يترتب عليها من التزامات على الدول الموقعة عليها، وما تحدثه من تغيرات في المجتمعات من آثار وتوابع وارتدادات مختلفة، يحتاج ذلك كله إلى وقت أكبر بكثير مما هو مخصص لهذا الموضوع، وقد يحتاج عملا جمعياً، ولهذا السبب سيكون التركيز على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، الصادرة سنة (1979م)، والمعروفة "سيداو" وهي التي تعد تتويجاً لجميع الأعمال التي سبقتها منذ (1948م).