الصحة والمناعة في الدواجن

لا يقتصر علم المناعة فقط على دراسة الجهاز المناعي للفئران والبشر. تاريخيا، ساهمت الدراسات على الأنواع الأخرى إسهاما كبيرا في تطوير الفهم المناعي. من بين هذه الأنواع الأخرى، وفرت الطيور نموذجا هاماً للتحقق من آليات المناعة الأساسية. لعبت الطيور أيضًا دورًا مهمًا في تطوير اللقاحات، وما زالت تفعل ذلك حتى يومنا هذا. أول لقاح مخفف اكتشفه العالم باستور كان موجها ضد مرض كوليرا الطيور، وهو من الأمراض التي تصيب الدواجن. وبالمثل، تم تطوير لقاح يستخدم على نطاق واسع ضد السرطان الذي يحدث بشكل طبيعي، وهو مرض الماريك الذى يؤثر على صناعة الدواجن. يذكرنا التهديد الحالي الناجم عن إنفلونزا الطيور بضرورة اكتساب فهم شامل لنظام المناعة فى الطيور من أجل تطوير استراتيجيات جديدة وفعالة للسيطرة على المرض. تمتلك الطيور العديد من الآليات المناعية المشتركة مع الثدييات ولكنها طورت عددًا من الاستراتيجيات المتميزة تمامًا لتحقق نفس الهدف من خلال استخدام آليات مختلفة. بعض من خصائصها الفسيولوجية المختلفة مثل نظام تهوية الرئتين (الاكياس الهوائية)، والتي تختلف اختلافًا كبيرًا عن الثدييات، قد تفسر جزئيًا الضغوط لتطور آليات مختلفة. تتمثل إحدى السمات الرئيسية للبحث في جهاز المناعة في الطيور تلك المساهمات الملموسة التي قدمها في الدور الرئيسي للخلايا الليمفاوية في المناعة التكيفية، واستجابات المضيف، وتحديد الخطين الرئيسيين للسلالات الليمفاوية (الخلايا البائية والخلايا التائية) والجينات المسئولة عن تطوير الجلوبيولين المناعى. بالإضافة إلى ذلك، فإن مجمع التوافق النسيجي الرئيسي للدجاج وهو أصغر كثيرًا من نظيره في الثدييات، ويرتبط بشدة بمقاومة بعض الأمراض المعدية.