فن التواصل

"يعجبني هذا الكتاب الجديد الرائع الذي ألفته جودي آبس، فهو حقًّا الكتاب الذي يتناول حقيقة فن التواصل، ويتناول على وجه الخصوص فن التواصل الأكثر مراوغة الذي يصعب وصفه عندما يحدث بين المتحاورين شيء عفوي، وذو مغزى، ونابع من القلب.

وفي بعض الأحيان عندما يتواصل الأفراد يبدو أن نوعًا من الاتصال ذي الطاقة غير الملموسة تشتعل شرارته بينهم، وعندما يحدث ذلك يجد هؤلاء الأفراد أنفسهم يتمتعون بحضور أقوى، وأنهم أكثر جذبًا للأنظار والأسماع، ويبدأ كل شخص في الشعور بأنه أكثر حيوية ووعيًا، ويشعر بإنسانيته الكاملة، وبأنه موهوب. فهناك شيء مهم يتغير، ويصبح أكثر انفتاحًا وانسيابية، ويصبح ممكنًا أكثر من ذي قبل.

ونحن نحب أن نعيش تلك اللحظات البسيطة والاستثنائية والرائعة في الحياة عندما يحدث شيء جديد، وينبثق مستوى جديد من التفاهم، فيولد بريق رائع واتصال وشعور بالمعنى وانفتاح، ونجد أننا قد أثر بعضنا في بعض في أعماق إنسانيتنا المشتركة، وتلك لحظة مبهجة.

وهذا المستوى الأعمق من التواصل عادة ما يكون وصفه صعبًا للغاية، وتطلق عليه جودي آبس "العالم البديل للتواصل الحقيقي"، فمن المفارقات أن تتعلم كيف تكون عفويًّا بطريقة بارعة وودودة وإبداعية، فكيف يتسنى لبعض الناس أن يتمتعوا بموهبة فطرية فيما قد نعتقد أنه قدرة بديهية؟

في عالمنا المنقسم الغامض اللاإنساني, يسرع كثير منا إلى الغضب والعزلة، وتوفر طريقة جودي آبس، والأبحاث العملية والاقتراحات والأمثلة والأنشطة التي تقدمها في هذا الكتاب، متنفسًا للاسترخاء، وفرصة لتعلم أساليب جديدة.

ويعد هذا كتابًا مهمًّا ومناسبًا لكل شخص يرغب في أن يسهم في خلق مستقبل إنساني إيجابي، وهو مصدر رائع لمن يريدون استخدام كلماتهم لمداواة الجراح لا للتسبب فيها، وهو دليل مبسّط وملهم في التواصل اليومي، وهو يعلمك كيف يمكنك شخصيًّا تعزيز وممارسة مجموعة المهارات الأساسية لهذا الفن المعنوي، الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

إنه كتاب إرشادي حافل بالخبرات وممتاز، وسوف ترغب في فهمه والتزود بإرشاداته في أثناء شق طريقك الخاص نحو قلب المحادثة النابض الحقيقي".

جوديث لوي، مديرة في برنامج تعليم بي بي دي؛ وهي منظمة تدريب وتوجيه في البرمجة اللغوية العصبية التوليدية والمنهجية