جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
سيرة المربي الأستاذ أمين أحمد أبو عكر

سيرة المربي الأستاذ أمين أحمد أبو عكر

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2019
تصنيف الكتاب:
عدد الصفحات:
184 صفحة
الصّيغة:
34.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

يُعتبر المرحوم الأستاذ أمين أبو عكر أحد أركان مسيرة النهضة التربوية والاجتماعية التي قادها المغفور له عارف بك النكدي. وقد كان لي شرف معرفته عن كثب لأني تلميذ المدرسة الداودية من العام 1950 إلى العام 1959، ومدّرس فيها من نهاية العام 1960 حتى نهاية السنة الدراسية 1963-1964، منتدباً من وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة (كما كانت تُدعى آنذاك) مساعدة من الدولة للأوقاف الدرزية بسعي من وزير التربية آنذاك المغفور له كمال بك جنبلاط.

في عهد التلمذة، كان أمين أبو عكر أول معلمٍ استقبلني بمعية المرحوم والدي على درج المدخل الرئيسي للداودية وبدَّد بحسن استقباله وبشاشته مخاوفي من الابتعاد عن أهلي في عرمون. وقد أشرت إلى ذلك في مقدمة ركن "على طريق الوفاء" عندما اخترنا الأستاذ أمين أبا عكر شخصية الركن في عدد آب 1990 من مجلة "الميثاق" (كما سيلاحظ في هذا الكتاب).

ثم بدأت معرفتي به عندما درَّس صفوف المرحلة الابتدائية مادة الاجتماعيات (تاريخ وجغرافية وتربية وطنية) فوجدت فيه الأستاذ المشوّق للمادة بأسلوبه الحيويّ بلا تكلّف ولا تصنّع. ثم عرفته مشرفاً على النشاط الاجتماعي، والنشاط اللاّصفيّ كالحفلات الخطابية والرحلات، وكنت أراه تارةً مشرفاً على المستوصف وطوراً ناظراً عاماً، وأحياناً مشرفاً على المطبخ وقاعة الطعام لمراقبة النظام والاهتمام بطعام التلاميذ، كما كان يتولى الإشراف والنظارة على طلاب القسم الداخلي، أو مديراً لندوة ثقافية، أو منظماً للجان الطلاب في النشاط اللاّمنهجي (اللاّصفّيّ) والإشراف عليهم.

كنت أتشوق إلى ساعات تدريسه، وكنت أرى فيه مُربيًّا يعرف كيف يعطي تلاميذه الطاقة الإيجابية ويدفع بهم إلى الأمام، ويحرّرهم من الخوف، ويُعزّز فيهم الثقة بالنفس. ومثالاً على ذلك أروي الحكاية التالية:

- في ربيع عام 1953، بلّغتنا إدارة المدرسة أن الرئيس العام للمدرسة الأستاذ عارف النكدي سيحضر إلى المدرسة ويلتقي الطلاب في قاعة الاجتماعات، ليحاورهم ويستمع إليهم على عادته بين الحين والآخر. فطلبني الأستاذ أمين وقال لي: إني اخترتك لترحب بعارف بك نيابةً عن القسم الابتدائي، وكنت يومها في الصف الخامس (صف السرتفيكا) فقلت له: وهل بإمكاني أنا أن أقف أمام عارف بك وأخطب في حضرته وله ما له من الوقار. فقال لي بعطفه التربوي: لا تخف هذه فرصة تاريخية لك، ابدأ بتحضير كلمة وأنا أساعدك... وهكذا كان وألقيتُ الكلمة المطلوبة معزّزةً بجرعات التشجيع والإشراف الأبوي من المربـي الأمين... وبالتالي كانت لي ذكرى ما زلتُ أعتزّ بها.
لم يتم العثور على نتائج