جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
قانون جديد
تاريخ النشر:
2013
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
247 صفحة
الصّيغة:
24.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
عشرون عاما، هل هي فترة طويلة أم قصيرة؟ لا تتسرّع في الإجابة، فقد يكون مصيرك مرتبطًا بها. أما أنا، فقد عرفت مصيري، ولم أعد بحاجة للإجابة عن السّؤال، أصبحتُ فقط بحاجة للحكي.
أعرف أنّك تريد الوصول «للمفيد». لكن، من قال إنني أحكي تلبيةً لاحتياجاتك؛ تعبت من تلبية احتياجات الآخرين. ومن الآن فصاعدًا، إن كان هناك صاعدًا، سأبحث عما يلبّي احتياجاتي أنا.
منذ عشرين عامًا يا سيّدي، كنت أمشي وحيدًا في ميدان التّحرير للمرّة الأولى. أتحسّس ملامح الميدان العتيق. كنت أشعر بأنني أمرّر يدي على وجهه؛ كان ناصعًا كأحلامي، وواسعًا كصدري. لكنه كان يخفي شيئًا ما، شيئًا كالعورة، كأحزاني الذي لم يكن يقدّرها الآخرون.
لستُ متوتّرًا يا سيّدي، وإن كنت تظنّني كذلك. وساعتها أيضًا لم أكن متوتّرًا، وإن كان «مستر سميح» يظنّني كذلك. كنت قد انتهيت من دراستي في المعهد. لا تهمّك التفاصيل الآن؛ كل المعاهد تتشابه: مشاجرات بين الأولاد تبدو في الظّاهر بسبب البنات، رغم أنّ من يجهد ذهنه في تأمّل أحوالنا ولو نصف، أو حتى ربع، ما يجهد ذهنه لإدانتنا، لاكتشف أنّنا كنّا بحاجة لإراقة الدّماء الّتي تسيل في تلك المشاجرات، وأنّ تلك الدّماء كانت بحاجة لسبب، وكانت البنات سببًا معقولًا، أو هكذا كنّا نظنّ.
حصلت على شهادتي من المعهد، وقال لي أبي إنّ عليه أن يلتفت لإخوتي الصّغار، وأنّ عليَّ أن أعتمد على نفسي. لم أعلّق. فقط كنت مغتاظًا؛ لأنّني بالفعل كنت أعتمد على نفسي، فاشتغلت كلَّ ما يمكن أن يخطر لك على بال، وربما لا يخطر. كلّ ما هنالك هو أنّني أصبحت مطالبًا بعمل «ثابت» لا أكثر.
وهكذا كنت أمام «مستر سميح» في شقّته بالدّور الرّابع، في واحدة من أكثر عمارات ميدان التّحرير عراقة.
أعرف أنّك تريد الوصول «للمفيد». لكن، من قال إنني أحكي تلبيةً لاحتياجاتك؛ تعبت من تلبية احتياجات الآخرين. ومن الآن فصاعدًا، إن كان هناك صاعدًا، سأبحث عما يلبّي احتياجاتي أنا.
منذ عشرين عامًا يا سيّدي، كنت أمشي وحيدًا في ميدان التّحرير للمرّة الأولى. أتحسّس ملامح الميدان العتيق. كنت أشعر بأنني أمرّر يدي على وجهه؛ كان ناصعًا كأحلامي، وواسعًا كصدري. لكنه كان يخفي شيئًا ما، شيئًا كالعورة، كأحزاني الذي لم يكن يقدّرها الآخرون.
لستُ متوتّرًا يا سيّدي، وإن كنت تظنّني كذلك. وساعتها أيضًا لم أكن متوتّرًا، وإن كان «مستر سميح» يظنّني كذلك. كنت قد انتهيت من دراستي في المعهد. لا تهمّك التفاصيل الآن؛ كل المعاهد تتشابه: مشاجرات بين الأولاد تبدو في الظّاهر بسبب البنات، رغم أنّ من يجهد ذهنه في تأمّل أحوالنا ولو نصف، أو حتى ربع، ما يجهد ذهنه لإدانتنا، لاكتشف أنّنا كنّا بحاجة لإراقة الدّماء الّتي تسيل في تلك المشاجرات، وأنّ تلك الدّماء كانت بحاجة لسبب، وكانت البنات سببًا معقولًا، أو هكذا كنّا نظنّ.
حصلت على شهادتي من المعهد، وقال لي أبي إنّ عليه أن يلتفت لإخوتي الصّغار، وأنّ عليَّ أن أعتمد على نفسي. لم أعلّق. فقط كنت مغتاظًا؛ لأنّني بالفعل كنت أعتمد على نفسي، فاشتغلت كلَّ ما يمكن أن يخطر لك على بال، وربما لا يخطر. كلّ ما هنالك هو أنّني أصبحت مطالبًا بعمل «ثابت» لا أكثر.
وهكذا كنت أمام «مستر سميح» في شقّته بالدّور الرّابع، في واحدة من أكثر عمارات ميدان التّحرير عراقة.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج