جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
القارىء البغدادي
تاريخ النشر:
2017
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
102 صفحة
الصّيغة:
12.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
الإخباريون العرب والمسلمون كابن الأثير وأبي الفدا وابن العبري والفوطي، يذكرون أن «يوم الاثنين 14 شباط (فبراير) من العام 1258م الموافق 656هـ. دخل المغول بغداد تحت قيادة هولاكو خان»، بعد أن قارعوا للتغلب عليها سنوات طويلة. وبعد حصار قصفت بغداد خلاله بالمنجنيق الذي استعملوا فيه جذوع النخيل والحجر والقار المشتعل. دخلت العساكر المغولية المدينة بعد أن أحدثت خرقة في البرج العجمي من جانبها الغربي. مع دخول الرايات المغولية اشتد القتل والتدمير والنهب لعشرة أيام، فكان الهول عظيما. الإخباريون يوثقون أن عدد القتلى كان ثمانمئة ألف، عدا من ألقي في دجلة أو مات هلعا وجوعا. كان همّ الجند المغولي قتل النبلاء والعلماء. عبر النهر استطاع البعض الهروب بعد أن قايض حياته بمكتبته. ولكي يعبر الجيش المغولي إلى الضفة الأخرى، ألقيت كتب ومخطوطات دار الحكمة الشهيرة في النهر لتكون جسرا، وقيل إن جسرين بنيا هكذا...ظل الحبر يتسرب من الكتب لوقت طويل، فصار لون النهر أسود بعد أن امتص موج دجلة حبر الكلمات وصار جزءا من مائه.
ثمة ساعات لا ندري فيها أين تقودنا أقدامنا ونحن نحاذي المدن. في السهول التي تشبه بلادي أحببت السير دائما وبخطى بطيئة، ليس برأس خال من الذكريات بالتأكيد. ليلتها، كنت أمشي في الليل وقد استبدت بي وحشة. أي حلم ظل قريبا من النفس؟ كنت أتساءل وأنا أعود للحي الذي أسكنه بعد جولة على الأقدام. كان الحي في صمته المعهود في ساعة مثل هذه وقد تجاوز الليل منتصفه. لم تكن بي رغبة للعودة للدار، وأي دار(!) شقة معلقة في الطبقة الرابعة من بناية لا تحمل تاريخا. مضيت في سيري إلى الحقل المواجه لسكني: خليط من أعشاب برية وزهور الصيف التي جففها صقيع الخريف..بضعة أشجار نبتت هنا وهناك دون انتظام، وخلفها تمتد حقول أخرى حتى حدود الغابة.
هناك تركت لأقدامي تطرق سكة خيل لي حينها أني أول من يمر فيها. كان القمر في بدره يضئ الفضاء بنور بدا لي دافقا. من الحقل كنت أبصر، تحت هذا الضياء، طرف الغابة كأفق داكن. خطرت لي ليلة أخرى بعيدة ظننت أن القمر فيها سينفجر شظايا من شدة نوره. كنت قد تقدمت فراسخ في الطريق المفضي إلى الغابة مجتازا حقول قمح في أول فصل إنباتها.. حين التفت، رأيت الحي والمدينة القديمة التي خلفه كقطعة هائلة من زخرفة عجيبة.
ثمة ساعات لا ندري فيها أين تقودنا أقدامنا ونحن نحاذي المدن. في السهول التي تشبه بلادي أحببت السير دائما وبخطى بطيئة، ليس برأس خال من الذكريات بالتأكيد. ليلتها، كنت أمشي في الليل وقد استبدت بي وحشة. أي حلم ظل قريبا من النفس؟ كنت أتساءل وأنا أعود للحي الذي أسكنه بعد جولة على الأقدام. كان الحي في صمته المعهود في ساعة مثل هذه وقد تجاوز الليل منتصفه. لم تكن بي رغبة للعودة للدار، وأي دار(!) شقة معلقة في الطبقة الرابعة من بناية لا تحمل تاريخا. مضيت في سيري إلى الحقل المواجه لسكني: خليط من أعشاب برية وزهور الصيف التي جففها صقيع الخريف..بضعة أشجار نبتت هنا وهناك دون انتظام، وخلفها تمتد حقول أخرى حتى حدود الغابة.
هناك تركت لأقدامي تطرق سكة خيل لي حينها أني أول من يمر فيها. كان القمر في بدره يضئ الفضاء بنور بدا لي دافقا. من الحقل كنت أبصر، تحت هذا الضياء، طرف الغابة كأفق داكن. خطرت لي ليلة أخرى بعيدة ظننت أن القمر فيها سينفجر شظايا من شدة نوره. كنت قد تقدمت فراسخ في الطريق المفضي إلى الغابة مجتازا حقول قمح في أول فصل إنباتها.. حين التفت، رأيت الحي والمدينة القديمة التي خلفه كقطعة هائلة من زخرفة عجيبة.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج