جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الرصاصة الصديقة
تاريخ النشر:
2017
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
382 صفحة
الصّيغة:
39.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
ماذا تفكر بالرحيل؟
هل هناك أصعب من الإحساس بالغربة وأنت في وطنك.. وهل هناك أقسى من الشعور بعدم الانتماء، وعدم الأمان والثقة بالمستقبل؟
هذه الأحاسيس مجتمعة تحثّك أحيانا على الرحيل. ولكن إلى أين؟ هذا هو السؤال الأهم.
لقد ولِد الإنسان حرًا بلا قيود، من قال علينا أن نحيا ونموت حيث ولِدنا؟! فالطيور تهاجر، والفراشات تطوف بعيدًا، والنحل يترك قفيره، لكن المهم بعد هذه الهجرة أن تعود تلك الأسـراب المهاجرة إلى أوطانها، والأهم أن تكون هذه الأوطان الأرض الخيّرة التي تحتضن أبناءها وتمنحهم مستقبلا واعدا يوازي طموحاتهم وآمالهم.
إن الأرض التي وُلِدتَ وكبرت عليها، وكبرَت أحلامك معك، هي موطن ذكرياتك، كل شارع وكل زاوية، كل حبة تراب في مروجه وتلاله، حصـى شطآنه وزحام أزقته ومقاهيه، وتلك الأغنيات والمواويل والحكايا، هي جزء من كيانك. فكيف ستنسلخ في ليلة وضحاها عن كل تلك الأشياء البسيطة التي تمر دائمًا أمام ناظريك ولا تحسها وتعيش في وجدانك، من دون أن تثير مشاعرك؟! فعندما ترحل، سيصبح لكل تلك الأشياء معنى آخر، وقيمة عاطفية لم تعرفها من قبل، قد تصل بك إلى نوبات موجعة من الشوق والحنين. لكن عندما تفكر بحاضرك، مستقبلك ووطنك الذي تفتقد، سيدفعك هذا إلى تحمل مشقة الغربة وهجرتك القسـرية أو الاختيارية، لأنك تعرف جيدًا إن لم تكن جذورك صلبة بما فيه الكفاية، فستكون حياتك مهددة دائمًا، وسوف تقتلعك رياح الهجرة كي ترميك إلى البعيد.. أما نحن فقد أضعفت هذه الأيام الصعبة جذورنا إلى أبعد الحدود.
بعد هذه التجربة لم أعد أعرف بماذا أنصح! البقاء أم الرحيل؟ فكلا الأمران صعب. هذا ما جعلني أخطّ هذه السطور، لأنقل تجربتي لكل من بحاجة إلى جواب ونصيحة، ولكي أترك له حرية الاختيار، ما إذا كان يستطيع أن يحتمل كل هذه المآسي، كي يجد لنفسه مكانًا لائقًا في تلك البلاد المضيفة أم لا.
أمّا السؤال الثاني: ما هو اللجوء؟
سأكتب عن تلك الأيام بصدق، رغم أني لا أعرف كيف سأحبس هذا الفيض من المشاعر داخل جدران الكلمات، لكني سأحاول أن أخطّ هذه التجربة بتجرد، علّ أن يجيب هذا عن الكثير من التساؤلات، رغم أن صعوبة تدوين تلك المعاناة، كانت تفوق أحيانا صعوبة تلك المعاناة في تلك الأيام المرّة التي عصفت بنا.
هل هناك أصعب من الإحساس بالغربة وأنت في وطنك.. وهل هناك أقسى من الشعور بعدم الانتماء، وعدم الأمان والثقة بالمستقبل؟
هذه الأحاسيس مجتمعة تحثّك أحيانا على الرحيل. ولكن إلى أين؟ هذا هو السؤال الأهم.
لقد ولِد الإنسان حرًا بلا قيود، من قال علينا أن نحيا ونموت حيث ولِدنا؟! فالطيور تهاجر، والفراشات تطوف بعيدًا، والنحل يترك قفيره، لكن المهم بعد هذه الهجرة أن تعود تلك الأسـراب المهاجرة إلى أوطانها، والأهم أن تكون هذه الأوطان الأرض الخيّرة التي تحتضن أبناءها وتمنحهم مستقبلا واعدا يوازي طموحاتهم وآمالهم.
إن الأرض التي وُلِدتَ وكبرت عليها، وكبرَت أحلامك معك، هي موطن ذكرياتك، كل شارع وكل زاوية، كل حبة تراب في مروجه وتلاله، حصـى شطآنه وزحام أزقته ومقاهيه، وتلك الأغنيات والمواويل والحكايا، هي جزء من كيانك. فكيف ستنسلخ في ليلة وضحاها عن كل تلك الأشياء البسيطة التي تمر دائمًا أمام ناظريك ولا تحسها وتعيش في وجدانك، من دون أن تثير مشاعرك؟! فعندما ترحل، سيصبح لكل تلك الأشياء معنى آخر، وقيمة عاطفية لم تعرفها من قبل، قد تصل بك إلى نوبات موجعة من الشوق والحنين. لكن عندما تفكر بحاضرك، مستقبلك ووطنك الذي تفتقد، سيدفعك هذا إلى تحمل مشقة الغربة وهجرتك القسـرية أو الاختيارية، لأنك تعرف جيدًا إن لم تكن جذورك صلبة بما فيه الكفاية، فستكون حياتك مهددة دائمًا، وسوف تقتلعك رياح الهجرة كي ترميك إلى البعيد.. أما نحن فقد أضعفت هذه الأيام الصعبة جذورنا إلى أبعد الحدود.
بعد هذه التجربة لم أعد أعرف بماذا أنصح! البقاء أم الرحيل؟ فكلا الأمران صعب. هذا ما جعلني أخطّ هذه السطور، لأنقل تجربتي لكل من بحاجة إلى جواب ونصيحة، ولكي أترك له حرية الاختيار، ما إذا كان يستطيع أن يحتمل كل هذه المآسي، كي يجد لنفسه مكانًا لائقًا في تلك البلاد المضيفة أم لا.
أمّا السؤال الثاني: ما هو اللجوء؟
سأكتب عن تلك الأيام بصدق، رغم أني لا أعرف كيف سأحبس هذا الفيض من المشاعر داخل جدران الكلمات، لكني سأحاول أن أخطّ هذه التجربة بتجرد، علّ أن يجيب هذا عن الكثير من التساؤلات، رغم أن صعوبة تدوين تلك المعاناة، كانت تفوق أحيانا صعوبة تلك المعاناة في تلك الأيام المرّة التي عصفت بنا.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج