جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الإسلام
فلسفة أخيرة
تاريخ النشر:
2012
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
2214 صفحة
الصّيغة:
69.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
الحد الأول للإشكال: لنفترض أن العالم هو ما يقع مباشرة تحت الحواس (النظر – السمع – اللمس – الشم – الذوق). لنركز النظر حول هذه البناية التي أمامي والتي تسمى بيتا. إن كل ما يقع تحت ناظري منها الجهة المقابلة لي بينما تختفي عني الجهات الثلاث الباقية كما تختفي جهة السطح ويختفي كل الداخل الذي يحتويه البيت. أتجه صوب الجهة الثانية من البيت لأظفر بما بقي خارج إدراكي البصري حتى أحصل على كلية الموضوع، لكنني ثانية لا أعثر إلا على جهة واحدة جديدة من جهات البيت. إن الجهة الأولى التي كنت أبصرها قد اختفت تماما كما هي مختفية بقية الجهات والداخل الذي يظل ثانية بمنأى عما تطاله عيناي. أواصل المسعى وأتجه ناحية الجهة الثالثة لأحصل البيت الذي أشرت إليه في كليته، لكنني لا أجد غير جهة من الجهات لا تتفق وما قصدته بإشارتي، وهكذا الشأن مع الجهة الأخيرة. ألج إلى داخل البيت لعلي أجد موقعا للنظر أحصل من خلاله كلية البيت، لكن دون جدوى. إنني أوجه عيني في اتجاه الحائط الأول فلا تقعان إلا بشكل غامض على الجهتين اليمنى واليسرى وعلى جهة السطح ولا تقعان على شيء مما هو ورائي من البيت ولا على شيء من الخارج الذي كنت أدركه للتو. ويتكرر هذا الأمر حيثما استدرت داخل البيت. إن عيني لا تقعان في كل مرة إلا على وجه من وجوه البيت قد يمثل 5 % أو 10 % أو حتى 20 % أو نحوها لكنه بالتأكيد ليس كل الوجوه الممكنة. إن العينين لا تمسكان في كل مرة إلا بوجه وحيد من البيت هو الوجه الحاضر الماثل قبالتنا على هيئة نقطة محصورة لتسقطا كل الوجوه الأخرى وليتكرر الأمر إلى ما لا نهاية بلا أدنى احتمال لتحصيل كلية الشيء بواسطة العينين. لندقق أن هذا النوع من الإدراك ذو طبيعة مكانية أي أنه متعلق بالموضوع من جهة تعينه في حيز محدد وينتقل إلى العينين انتقالا مكانيا مسافة الطريق بين الذات والموضوع.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج