فلسفة الخلق الإيتيقا والتكليف الالهي

إن العصر الحاضر- وما فيه من أوضاع - يفرض على كل مفكر أن ينهض بواجبه في توضيح ورسم ملامح العقيدة الدينية ورسمها بشكل يناسب لغة هذا العصر ومتطلباته ؛ دون الحاجة إلى البرهنة على تعطّش الجيل القادم إلى أمثال هذه البحوث كما لمست ذلك من قريب، كوني مربية لجيل صاعد. وقد بحثت طويلا في هذا الأمر وأتمنى أن أوفّق في توفير مرجع لهذه الناشئة والجيل المتعطش إلى أبحاث اعتقاديه تستعرض الآراء المختلقة في معرفة الخالق، وتفسير الكون ونشأته ونظامه بأسلوب علمي رصين. لقد وقفت -في مباحث هذا الكتاب- عند مجموعة من الآراء والنظريات التي طرحها المفكرون الإلهيون والماديون لتفسير الظاهرة الكونية وتعليل وجودها بالاستناد إلى النص القرآني كمصدر أساسي، وإلى كتب التفسير ونصوص التأويل وبعض النظريات الفلسفية والأدبية التي قاربت موضوع خلق الأولى، حيث كانت قصة الخلق ماثلة في كامل النص ومخصوصة بقصة آدم (ع) التي يكتنفها الخيال والغموض لما هي غيبية من جهة ومحورية من جهة أخرى. حاولت -جهد الإمكان– أن يكون هذا البحث مبرهنا، معللا، واضح الرؤية .