جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
شعرية أبي نواس
قراءة في جدلية المركز والهامش
تاريخ النشر:
2025
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
602 صفحة
الصّيغة:
19.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
لقد وُجد أبو نواس في مرحلة حاسمة من تاريخ الثقافة العربية، فيها تحددت أهم الاختيارات والاستراتيجيات الثقافية لأمة كانت أحرص ما تكون على وحدة هويتها، وإلى ذلك فالنواسي نموذج للمثقف "الوسيطي" الذي يحمل معرفة موسوعية أو بالأصح يحمل حضارة متنوعة المشارب وثرة المصادر.
سيكون لزاما على أبي نواس الخضوع لشرائط بنية محافظة ومنيعة تمثلت في "المركز"، الذي جعل الشاعر محكوما بثقافة تكوينه، يستلهم المعايير التي اتبعها القدماء/الأوائل في إبداعهم فيما هو يتبنى التصورات الجمالية التي ابتناها النقاد وهي تصورات تصدر عن الذوق السائد. من هنا سيتحدد قدر الشاعر، سيتحرك ضمن حدود مؤسسة سميناها مؤسسة المديح، وهي تستوعب كل الأغراض الشعرية التي كان الممدوح مركزها ومدارها (مدح، رثاء، استعطاف، هجاء ...)، وإن كنا قصرناها على قصيدة المدح لأن قوانينها وإكراهاتها أوضح ما تنجلي في هذه القصيدة.
هكذا سيؤسس أبو نواس شعره على الاحتذاء لينخرط في "جمالية الألفة"، لكن فيما هو يخضع لإكراهات المؤسسة، لم يفته أن يبدع ولو ضمن الهامش الضيق المتاح له. تلك كانت حالة إكراه واغتراب حاول أبو نواس الانفلات منها ليحقق إبداعه في أسمى تجلياته، ذلك الإبداع الموسوم بخصيصة الاختراق والانفتاح على الجوانب التي أُريد لها أن تكون مضمرة أو ملغاة في ثقافة عصره، لن تكون الخمرية والمجونية إذن سوى الصفحة البلورية التي تعكس حقيقة الذات التي طالما تم كبتها باسم الجماعة وقيم الجماعة. على هذا النحو بنى أبو نواس رؤيته لمجتمعه ولمحيطه وانخراط فيما كان يثار من موضوعات ومن قضايا أحس إحساسا عميقا بأنه يتوجب عليه أن يقتحم سديمها ويدخلها بسؤاله/خطابه، محكوما في ذلك طبعا برؤيته كشاعر متفرد. لدى أبي نواس "المغضوب عليه" تنمحي الحدود بين الشعر والفكر، بين الشعر والحياة، تصبح القصيدة عتبة حوار بين الواقعي والمتخيل، تخرق المسكوت عنه وتقول المنسي، وهي بذلك تمارس نقدا استكشافيا للذات والعالم بتكسيرها لطابوهات، طالما حرص المركز على تثبيتها تارة باسم الدين وأخرى باسم قيم العرف والعادة.
سيكون لزاما على أبي نواس الخضوع لشرائط بنية محافظة ومنيعة تمثلت في "المركز"، الذي جعل الشاعر محكوما بثقافة تكوينه، يستلهم المعايير التي اتبعها القدماء/الأوائل في إبداعهم فيما هو يتبنى التصورات الجمالية التي ابتناها النقاد وهي تصورات تصدر عن الذوق السائد. من هنا سيتحدد قدر الشاعر، سيتحرك ضمن حدود مؤسسة سميناها مؤسسة المديح، وهي تستوعب كل الأغراض الشعرية التي كان الممدوح مركزها ومدارها (مدح، رثاء، استعطاف، هجاء ...)، وإن كنا قصرناها على قصيدة المدح لأن قوانينها وإكراهاتها أوضح ما تنجلي في هذه القصيدة.
هكذا سيؤسس أبو نواس شعره على الاحتذاء لينخرط في "جمالية الألفة"، لكن فيما هو يخضع لإكراهات المؤسسة، لم يفته أن يبدع ولو ضمن الهامش الضيق المتاح له. تلك كانت حالة إكراه واغتراب حاول أبو نواس الانفلات منها ليحقق إبداعه في أسمى تجلياته، ذلك الإبداع الموسوم بخصيصة الاختراق والانفتاح على الجوانب التي أُريد لها أن تكون مضمرة أو ملغاة في ثقافة عصره، لن تكون الخمرية والمجونية إذن سوى الصفحة البلورية التي تعكس حقيقة الذات التي طالما تم كبتها باسم الجماعة وقيم الجماعة. على هذا النحو بنى أبو نواس رؤيته لمجتمعه ولمحيطه وانخراط فيما كان يثار من موضوعات ومن قضايا أحس إحساسا عميقا بأنه يتوجب عليه أن يقتحم سديمها ويدخلها بسؤاله/خطابه، محكوما في ذلك طبعا برؤيته كشاعر متفرد. لدى أبي نواس "المغضوب عليه" تنمحي الحدود بين الشعر والفكر، بين الشعر والحياة، تصبح القصيدة عتبة حوار بين الواقعي والمتخيل، تخرق المسكوت عنه وتقول المنسي، وهي بذلك تمارس نقدا استكشافيا للذات والعالم بتكسيرها لطابوهات، طالما حرص المركز على تثبيتها تارة باسم الدين وأخرى باسم قيم العرف والعادة.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج