من قضايا اللِّسانيّات الحديثة

أحدثت ثورة المعلومات والتكنولوجيا والاتّصالات جملة من الآثار البالغة على شتى المُجتمعات ولا ريب في أن من أبرز التّحديات التي يُواجهها العالم العربي تحدّي الرّقمنة؛ الذي يُعرف بأنه العيش والانغماس ضمن نطاق عالم الاتّصالات الحديثة، وإن من أبرز الطرائق للحدِّ من الفجوة الرقميّة باللُّغة العربيّة؛ نشر الثَّقافة العلميّة باللُّغة العربيّة، والحقّ أن الإستراتيجيّة التي أعدّتها المنظّمة العربيّة للتربية والثُّقافة والعُـلوم(الألكسو) للثَّقافة العلميّة والتكنولوجيّة تُشكِّل التَّجربة العربيّة الوحيدة التي حاولت صياغة موقف عربيّ مُوحّد تُجاه الثَّقافة العلميّة وذلك وفقاً لما جاء في الدِّراسة التي نشرتها مُؤسَّسة الفكر العربيّ، بعنوان: «العرب وتحدّيات التحوُّل نحو المعرفة والابتكار»، وقام بإنجازها الدكتور معين حمزة؛ وهو خبير ومستشار في السياسات العلميّة والتنمويّة، والأستاذ الدكتور عمر البزري؛ مستشار سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتَّنمية المُستدامة، ومن بين ما جاء في الدراسة «تعتبر الألكسو أنّ الثَّقافة العلميّة مساحة شاسعة من التنوُّع والتعدُّد على مُستويات مختلفة تعكس واقع الحياة المُعاصرة بأنماطها المُتعدّدة، وتتوقّع أن يقود التراكُّم الكمّي في تبنّيها إلى تحوّلات كيفيّة ضمن سياقات شتّى، وترى لذلك ضرورة تبسيط المبادئ والمفاهيم العلميّة كي يتسنّى نشرها وانتهاجها أساساً لمُمارسات قويمة في شتّى المجالات، وتُبرز الوثيقة من القيم الأساسيّة لبناء الثقافة العلميّة والاستقلاليّة، والانضباط المنهجي، وبثّ روح المبادرة والابتكار وتوليد الدوافع الذاتيّة للمُتابعة المعرفيّة، وتأصيل مفهوم المجتمع دائم التعلُّم، وتحفيز ملكة التساؤل