جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
[كتاب صوتي] طريقة وارن بافيت
طبعة جديدة
64.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
كان والدي "فيليب إيه. فيشر" يراقب بفخر كبير بعض وجهات النظر التي تبناها "وارن بافيت"، وعلاقة الصداقة الطويلة التي جمعت بينهما. ولو كان والدي على قيد الحياة وقام بكتابة هذه المقدمة، لكان انتهز هذه الفرصة لمشاركة بعض المشاعر الطيبة التي عاشها على مدى عقود من معرفته بأحد الرجال الذين سطع نجمهم في عالم الاستثمار بشكل يجعل نجمه هو شخصيًّا يبدو آفلًا، ولكن والدي أحب "وارن بافيت" بصدق، وتشرف بأنه اعتنق بعض أفكاره. وتوفي والدي عن عمر يناهز ستة وتسعين عامًا، منذ ثلاثة أشهر بالضبط قبل أن أتلقى رسالة غير متوقعة تستفسر عما إذا كنت أرغب في الكتابة عن والدي، وعن "وارن بافيت". وقد ساعدتني هذه المقدمة على ربط بعض النقاط، واستنتاج بعض الأمور ذات الصلة بأبي و"وارن بافيت". وبالنسبة إلى قراء هذا الكتاب، آمل أن أتمكن من تقديم نظرة شخصية جدًّا عن جزء مهم من تاريخ الاستثمار، وبعض الأفكار عن الكيفية المثلى لاستخدام هذا الكتاب الرائع.
وهناك القليل مما سأقوله عن السيد "بافيت"؛ بما أنه موضوع هذا الكتاب، ويغطي "روبرت هاجستروم" هذا الموضوع بكياسة وبصيرة. ومن المعروف أن والدي كان له تأثير كبير في "وارن بافيت"، ومثلما يقول "هاجستروم" فإن هذا التأثير برز بشكل واضح في تفكير "بافيت" خلال السنوات الأخيرة. ومن جانبه، عندما تعرف والدي على "وارن بافيت"، صار معجبًا بصفاته التي شعر بأنها ضرورية لتحقيق النجاح في عالم الاستثمار، ولكنها نادرة بين مديري الاستثمار.
عندما زار "وارن بافيت" والدي منذ ٤٠ عامًا، في عالم كانت أدواته المعلوماتية بدائية نسبيًّا في ضوء المعايير السائدة اليوم، كانت لوالدي طرقه الخاصة في جمع المعلومات؛ حيث بنى تدريجيًّا دائرة من المعارف على مدى عقود تضم خبراء استثمار كانوا محط احترامه، ويعرفونه جيدًا بما يكفي لفهم الأمور التي كانت تهمه، والأمور التي لا تهمه، ومن يمكنه أن يتبادل معهم أفكارًا جيدة. وتحقيقًا لهذه الغاية، خلص إلى أنه سيجتمع مع أي خبير استثماري شاب مرة واحدة، وإذا نال إعجابه، فسيلتقي بهذا الشخص مرة أخرى، ويبني معه علاقة، ولذا كان نادرًا ما يلتقي بأي شخص مرتين. فمعاييره عالية للغاية! فكان يرى أنه إذا لم تكن "الأفضل"، فأنت "الأسوأ"، وعندما كان يصدر حكمًا ضد شخص ما، كان يستبعد هذا الشخص ببساطة إلى الأبد، فهو صاحب الفرصة الواحدة في بناء العلاقات، فالوقت بالنسبة له سلعة ثمينة.
وكان "وارن بافيت" شابًّا من بين عدد قليل جدًّا من الذين تركوا انطباعًًا جيدًا في نفس والدي في اللقاء الأول بدرجة كافية لجعله يستحق اللقاء الثاني، والعديد من اللقاءات الأخرى بعد ذلك. وكان والدي قاضيًا فطنًا في حكمه على شخصية الأشخاص ومهارتهم، إلى حد مبالغ فيه! فكانت حياته المهنية قائمة على الحكم على الناس، واعتبر ذلك إحدى أفضل صفاته، وسببًا رئيسيًّا في تركيزه الشديد على الحكم النوعي على إدارة الأعمال في تحليله للأسهم. وكان دائمًا ما يفتخر بحكمه على "وارن بافيت" بأنه شخص متميز قبل أن ينال "بافيت" المجد والشهرة اللذين استحقهما عن جدارة.
وقد نجحت العلاقة بين "وارن بافيت" ووالدي في التغلب على هفوات والدي التي كانت تحدث من حين لآخر، عندما كان ينادي السيد "بافيت" عن طريق الخطأ باسم "هاورد" (وهو اسم والد "وارن")، وهذه قصة غير عادية لم تُرو من قبل قط، وربما تحكي الكثير عن علاقة والدي بـ"وارن بافيت".
كان والدي رجلًا ضئيل البنية، يتحلى بعقل فذ، تتسارع فيه الأفكار بسرعة هائلة، ومع أنه كان ودودًا، فإنه كان عصبيًّا، وثائرًا في أغلب الأوقات، وثقته بنفسه متزعزعة، كما كان أيضًا إنسانًا روتينيًّا أسيرًا لعاداته بشكل كبير، ويتبع التعاليم الدينية اليومية بدقة شديدة؛ لأنها تبعث في نفسه المزيد من الشعور بالأمان. وكان يحب النوم؛ لأنه عندما ينام يتلاشى شعوره بالعصبية أو عدم الأمان. لذلك عندما لم يكن في استطاعته إيقاف سيل الأفكار التي تتدفق إلى عقله في الليل، وهو الأمر الذي كان يحدث في كثير من الأحيان، فكان يلعب ألعاب الذاكرة، بدلًا من تخيل أن هناك عددًا هائلًا من الأغنام في مزرعة ما ويقوم بعدها، وكانت إحدى ألعاب النوم التي كان يلعبها هي حفظ أسماء جميع أعضاء الكونجرس وأسماء المقاطعات التي ينتمون إليها حتى يغلبه النوم.
ابتداءً من عام ١٩٤٢، حفظ والدي اسم "هاورد بافيت" وربطه بأوماها، مرارًا وتكرارًا، ليلة بعد ليلة، لأكثر من عقد من الزمان؛ فقد ربط مخه آليًّا بين كلمتي "أوماها"، و"بافيت"، و"هاورد" كسلسلة ذات صلة قبل لقائه بـ"وارن بافيت" بفترة طويلة، وفي وقت لاحق، بينما بدأ "وارن بافيت" بناء مسيرته المهنية، وبدأ سطوع نجمه، كان لا يزال هناك عقدان كاملان قبل أن يستطيع والدي أن يفصل تمامًا بين "بافيت" وأوماها، و"هاورد". وهذا كان يزعج والدي؛ لأنه لم يتمكن من التحكم في عقله؛ لأنه كان مولعًا بـ"وارن بافيت" ويقدر العلاقة التي تجمع بينهما، وقد كان والدي يعرف بالضبط من كان "وارن بافيت"، ولكن في الحديث العادي كان في أغلب الأحيان يقول شيئًا من قبيل "هذا الشاب الذكي هاورد بافيت من أوماها". كلما قال ذلك أكثر من مرة، أصبح من الصعب جدًّا التخلص منها في كلامه، فمن اعتاد شيئًا، يصعب عليه كسر قيود هذه العادة.
وفي وقت مبكر من صباح أحد الأيام، عندما كان بينهما موعد للقاء، كان والدي يعتزم أن يميز بين اسم "هاورد" واسم "وارن"، ومع ذلك عند مرحلة ما من المحادثة، كان ينادي "وارن" باسم "هاورد". وإذا كان "وارن" قد لاحظ ذلك، فإنه لم يبدِ أية إشارة، وبالتأكيد لم يصحح خطأ والدي. وقد حدث هذا بشكل متقطع طوال فترة السبعينات، وبحلول الثمانينات، فصل والدي أخيرًا بين كلمة "هاورد" وأية جملة تشير إلى "بافيت". وكان فخورًا بالفعل لتركه اسم "هاورد" وراء ظهره إلى الأبد. وبعد سنوات، سألته إذا كان قد أوضح ذلك لـ"وارن" أم لا، قال إنه لم يفعل ذلك؛ لأن هذا كان مصدر إحراج كبيرًا بالنسبة إليه.
وقد دامت علاقتهما؛ لأنها بنيت على أسس أقوى كثيرًا، وأعتقد أن أحد أساسات تلك العلاقة كان فلسفتهما المشتركة في التواصل مع من يتحلون بالنزاهة والمهارة. وعندما يقول السيد "بافيت" فيما يتعلق بالإشراف على مديري شركة بيركشاير هاثاواي: "لا نخبر اللاعبين الذين يحققون معدل ضربات متميزًا يبلغ ٤٠٠ نقطة بكيفية تسديد ضرباتهم"، وهذا تقريبًا اقتباس مباشر من كتاب "فيل فيشر" الذي يطالب خلاله باختيار الأفضل منذ البداية، وعدم الخطأ في ذلك، ثم لا تخبرهم بما يتعين عليهم القيام به.
وعلى مر السنين، كان والدي شديد الإعجاب بكيفية تطور السيد "بافيت" كمستثمر دون المساس بأي من مبادئه الأساسية، فعندما تقرأ عن ماضيه، سترى أن السيد "بافيت" كل عشر سنوات كان يقوم بأشياء لم يكن أحد يتوقعها، ويفعلها بشكل جيد. ففي عالم الاستثمار الاحترافي، يتعلم معظم الناس بشكل حرفي بعض أساليب الاستثمار المعينة، ولا يغيرونها مطلقًا، فيقومون بشراء أسهم تكون فيها نسبة سعر السهم إلى الأرباح منخفضة، أو أسهم في شركات تكنولوجية رائدة، أو أيًّا ما كان، فهم يقومون بتلك الحرفة ولا يغيرونها أبدًا، أو يغيرونها تغييرًا هامشيًّا فحسب، أما "وارن بافيت" فكان على النقيض من ذلك؛ حيث كان يتبنى منهجيات جديدة باستمرار، عقدًا بعد عقد من الزمن، بحيث كان من المستحيل التنبؤ بما قد يفعله بعد ذلك، وبسبب توجهه الأصلي في التركيز الشديد على القيمة لم يكن يمكنك التنبؤ في فترة السبعينات بتوجهاته إلى شراء حق الامتياز. وكذلك لم يكن من الممكن أن تتنبأ بسبب نهجه السابق بتركيزه على المنتجات الاستهلاكية في الثمانينات من القرن الماضي، حيث نسبة سعر السهم إلى الأرباح فيها تفوق متوسط الأسعار في السوق.
إن قدرته على التغيير - والقيام به على نحو ناجح - يمكن في حد ذاتها أن تصلح موضوعًا لكتاب، فمعظم الناس يفشلون عندما يحاولون محاكاة طريقة تطوره، ويرى والدي أنه لم يفشل؛ لأنه لم يغفل قط عن حقيقته، فقد بقي دومًَا صادقًا مع نفسه.
وهناك القليل مما سأقوله عن السيد "بافيت"؛ بما أنه موضوع هذا الكتاب، ويغطي "روبرت هاجستروم" هذا الموضوع بكياسة وبصيرة. ومن المعروف أن والدي كان له تأثير كبير في "وارن بافيت"، ومثلما يقول "هاجستروم" فإن هذا التأثير برز بشكل واضح في تفكير "بافيت" خلال السنوات الأخيرة. ومن جانبه، عندما تعرف والدي على "وارن بافيت"، صار معجبًا بصفاته التي شعر بأنها ضرورية لتحقيق النجاح في عالم الاستثمار، ولكنها نادرة بين مديري الاستثمار.
عندما زار "وارن بافيت" والدي منذ ٤٠ عامًا، في عالم كانت أدواته المعلوماتية بدائية نسبيًّا في ضوء المعايير السائدة اليوم، كانت لوالدي طرقه الخاصة في جمع المعلومات؛ حيث بنى تدريجيًّا دائرة من المعارف على مدى عقود تضم خبراء استثمار كانوا محط احترامه، ويعرفونه جيدًا بما يكفي لفهم الأمور التي كانت تهمه، والأمور التي لا تهمه، ومن يمكنه أن يتبادل معهم أفكارًا جيدة. وتحقيقًا لهذه الغاية، خلص إلى أنه سيجتمع مع أي خبير استثماري شاب مرة واحدة، وإذا نال إعجابه، فسيلتقي بهذا الشخص مرة أخرى، ويبني معه علاقة، ولذا كان نادرًا ما يلتقي بأي شخص مرتين. فمعاييره عالية للغاية! فكان يرى أنه إذا لم تكن "الأفضل"، فأنت "الأسوأ"، وعندما كان يصدر حكمًا ضد شخص ما، كان يستبعد هذا الشخص ببساطة إلى الأبد، فهو صاحب الفرصة الواحدة في بناء العلاقات، فالوقت بالنسبة له سلعة ثمينة.
وكان "وارن بافيت" شابًّا من بين عدد قليل جدًّا من الذين تركوا انطباعًًا جيدًا في نفس والدي في اللقاء الأول بدرجة كافية لجعله يستحق اللقاء الثاني، والعديد من اللقاءات الأخرى بعد ذلك. وكان والدي قاضيًا فطنًا في حكمه على شخصية الأشخاص ومهارتهم، إلى حد مبالغ فيه! فكانت حياته المهنية قائمة على الحكم على الناس، واعتبر ذلك إحدى أفضل صفاته، وسببًا رئيسيًّا في تركيزه الشديد على الحكم النوعي على إدارة الأعمال في تحليله للأسهم. وكان دائمًا ما يفتخر بحكمه على "وارن بافيت" بأنه شخص متميز قبل أن ينال "بافيت" المجد والشهرة اللذين استحقهما عن جدارة.
وقد نجحت العلاقة بين "وارن بافيت" ووالدي في التغلب على هفوات والدي التي كانت تحدث من حين لآخر، عندما كان ينادي السيد "بافيت" عن طريق الخطأ باسم "هاورد" (وهو اسم والد "وارن")، وهذه قصة غير عادية لم تُرو من قبل قط، وربما تحكي الكثير عن علاقة والدي بـ"وارن بافيت".
كان والدي رجلًا ضئيل البنية، يتحلى بعقل فذ، تتسارع فيه الأفكار بسرعة هائلة، ومع أنه كان ودودًا، فإنه كان عصبيًّا، وثائرًا في أغلب الأوقات، وثقته بنفسه متزعزعة، كما كان أيضًا إنسانًا روتينيًّا أسيرًا لعاداته بشكل كبير، ويتبع التعاليم الدينية اليومية بدقة شديدة؛ لأنها تبعث في نفسه المزيد من الشعور بالأمان. وكان يحب النوم؛ لأنه عندما ينام يتلاشى شعوره بالعصبية أو عدم الأمان. لذلك عندما لم يكن في استطاعته إيقاف سيل الأفكار التي تتدفق إلى عقله في الليل، وهو الأمر الذي كان يحدث في كثير من الأحيان، فكان يلعب ألعاب الذاكرة، بدلًا من تخيل أن هناك عددًا هائلًا من الأغنام في مزرعة ما ويقوم بعدها، وكانت إحدى ألعاب النوم التي كان يلعبها هي حفظ أسماء جميع أعضاء الكونجرس وأسماء المقاطعات التي ينتمون إليها حتى يغلبه النوم.
ابتداءً من عام ١٩٤٢، حفظ والدي اسم "هاورد بافيت" وربطه بأوماها، مرارًا وتكرارًا، ليلة بعد ليلة، لأكثر من عقد من الزمان؛ فقد ربط مخه آليًّا بين كلمتي "أوماها"، و"بافيت"، و"هاورد" كسلسلة ذات صلة قبل لقائه بـ"وارن بافيت" بفترة طويلة، وفي وقت لاحق، بينما بدأ "وارن بافيت" بناء مسيرته المهنية، وبدأ سطوع نجمه، كان لا يزال هناك عقدان كاملان قبل أن يستطيع والدي أن يفصل تمامًا بين "بافيت" وأوماها، و"هاورد". وهذا كان يزعج والدي؛ لأنه لم يتمكن من التحكم في عقله؛ لأنه كان مولعًا بـ"وارن بافيت" ويقدر العلاقة التي تجمع بينهما، وقد كان والدي يعرف بالضبط من كان "وارن بافيت"، ولكن في الحديث العادي كان في أغلب الأحيان يقول شيئًا من قبيل "هذا الشاب الذكي هاورد بافيت من أوماها". كلما قال ذلك أكثر من مرة، أصبح من الصعب جدًّا التخلص منها في كلامه، فمن اعتاد شيئًا، يصعب عليه كسر قيود هذه العادة.
وفي وقت مبكر من صباح أحد الأيام، عندما كان بينهما موعد للقاء، كان والدي يعتزم أن يميز بين اسم "هاورد" واسم "وارن"، ومع ذلك عند مرحلة ما من المحادثة، كان ينادي "وارن" باسم "هاورد". وإذا كان "وارن" قد لاحظ ذلك، فإنه لم يبدِ أية إشارة، وبالتأكيد لم يصحح خطأ والدي. وقد حدث هذا بشكل متقطع طوال فترة السبعينات، وبحلول الثمانينات، فصل والدي أخيرًا بين كلمة "هاورد" وأية جملة تشير إلى "بافيت". وكان فخورًا بالفعل لتركه اسم "هاورد" وراء ظهره إلى الأبد. وبعد سنوات، سألته إذا كان قد أوضح ذلك لـ"وارن" أم لا، قال إنه لم يفعل ذلك؛ لأن هذا كان مصدر إحراج كبيرًا بالنسبة إليه.
وقد دامت علاقتهما؛ لأنها بنيت على أسس أقوى كثيرًا، وأعتقد أن أحد أساسات تلك العلاقة كان فلسفتهما المشتركة في التواصل مع من يتحلون بالنزاهة والمهارة. وعندما يقول السيد "بافيت" فيما يتعلق بالإشراف على مديري شركة بيركشاير هاثاواي: "لا نخبر اللاعبين الذين يحققون معدل ضربات متميزًا يبلغ ٤٠٠ نقطة بكيفية تسديد ضرباتهم"، وهذا تقريبًا اقتباس مباشر من كتاب "فيل فيشر" الذي يطالب خلاله باختيار الأفضل منذ البداية، وعدم الخطأ في ذلك، ثم لا تخبرهم بما يتعين عليهم القيام به.
وعلى مر السنين، كان والدي شديد الإعجاب بكيفية تطور السيد "بافيت" كمستثمر دون المساس بأي من مبادئه الأساسية، فعندما تقرأ عن ماضيه، سترى أن السيد "بافيت" كل عشر سنوات كان يقوم بأشياء لم يكن أحد يتوقعها، ويفعلها بشكل جيد. ففي عالم الاستثمار الاحترافي، يتعلم معظم الناس بشكل حرفي بعض أساليب الاستثمار المعينة، ولا يغيرونها مطلقًا، فيقومون بشراء أسهم تكون فيها نسبة سعر السهم إلى الأرباح منخفضة، أو أسهم في شركات تكنولوجية رائدة، أو أيًّا ما كان، فهم يقومون بتلك الحرفة ولا يغيرونها أبدًا، أو يغيرونها تغييرًا هامشيًّا فحسب، أما "وارن بافيت" فكان على النقيض من ذلك؛ حيث كان يتبنى منهجيات جديدة باستمرار، عقدًا بعد عقد من الزمن، بحيث كان من المستحيل التنبؤ بما قد يفعله بعد ذلك، وبسبب توجهه الأصلي في التركيز الشديد على القيمة لم يكن يمكنك التنبؤ في فترة السبعينات بتوجهاته إلى شراء حق الامتياز. وكذلك لم يكن من الممكن أن تتنبأ بسبب نهجه السابق بتركيزه على المنتجات الاستهلاكية في الثمانينات من القرن الماضي، حيث نسبة سعر السهم إلى الأرباح فيها تفوق متوسط الأسعار في السوق.
إن قدرته على التغيير - والقيام به على نحو ناجح - يمكن في حد ذاتها أن تصلح موضوعًا لكتاب، فمعظم الناس يفشلون عندما يحاولون محاكاة طريقة تطوره، ويرى والدي أنه لم يفشل؛ لأنه لم يغفل قط عن حقيقته، فقد بقي دومًَا صادقًا مع نفسه.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج