جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
حي الحكايات

حي الحكايات

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2024
عدد الصفحات:
203 صفحة
الصّيغة:
19.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

ﺃطل سي شعبان من باب بيته وهو يجذب الباب من خلفه في ساعة الصبح اﻷولى التي يطل فيها نور الشمس متسارعا ليفرض نفسه كأول شيء قبل ﺃن يصحو ﺃحد، لكنه وحده من يستيقظ في موعده بدقة منبه لا يخطئ ﺃن يوافي ﺃول شعاع من ﺃشعتها في لحظة بزوغها، ويعلو برﺃسه نحو السماء في وقفته المعهودة على عتبة الباب كالمنتظر لموعد لقاء محدد، ويعلو صدره وينخفض بحركة متمهلة يستنشق فيها نسمات رطيبة من هواء الصيف النقي، وارتفعت يده ﺇلى موضع رﺃسه لتسوي طاقية تنغرس في رﺃسه اﻷجرد، ثم يعدﱢل صدريته البنية اللون التي تلائم قميصه المخطط بمربعات زرقاء وبيضاء فلا يكاد يستبدله بغيره وكأنما خيط ملتصقا بجسده، وانطلق يمشي بخطوات كبيرة معتمدا على عصاه التي تسبقه فتعد مواضع خطواته قبل ﺃن يطﺃها وهي تعين الجسد النحيل فتصلب طوله وتقوﱢم مشيته وتتعثر مرتطمة بحصى التراب قبل ﺃن يتعثر به، وهو يمدﱡ بصره على كلﱢ ناحية من ﺃنحاء الشارع بعين مسؤول متفقد يعنى له ﺃن يهتم لكلﱢ طارئ وينقم على كلﱢ ما لا يعجبه، وﺃحنى ظهره ليزيل حجرًا ملقى ورماه ملوحا به من بعيد وهو يلعن بصوت واضح اﻷيدي العابثة التي لا تحسب بالا لشيء، وواصل مسيره وهو يتفقد ﺃبواب الدكاكين المفتوحة ويردﱡ التحية المستعجلة على ﺃصحابها واضعا يده على رﺃسه ومتمسحا بها على صدره بمصافحة بعيدة وهو يتفحص الوجوه العابرة مدققا في ملامحها بنظرة فطنة حريصة على ﺃن لا يفوتها شيء، يتأمل كل وجه يشعر بأنه غريب على الشارع، الشيء الذي يثير لديه الرّيب ويحفز بداخله غريزة التحرﱢي التي تجعله يتشمم الشخص حتى يأتي بحقيقته بأنف لا يخطئ مصدره، فيعرف المقيمين بالشارع من ﺃول بيت في السقيفة التي تتخذ منعطفا ضيقا في نهاية الشارع ﺇلى آخر بيت فيه، فيندسﱡ بنفس شغوفة تتطلع لمعرفة كلﱢ شيء وسط ﺃيﱢ معترك يجمع زمرة من المتحدثين ليأخذ موضعا له وﺇن لم يكن باﻷمر صلة به
لم يتم العثور على نتائج