جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الليالي البيضاء
تاريخ النشر:
2024
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
96 صفحة
الصّيغة:
19.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
لا، ناستينكا؛ ما كل هذه التفاهات بالنسبة له الآن؟ إنه غني الآن بحياته الخاصة، لقد أصبح غنيًا فجأة، وليس من فراغ أن يسطع غروب الشمس البائد أمامه وهو يشعر بسعادة غامرة، ويستدعي سربًا من الانطباعات التي غمرت قلبه الدافئ، وهو الآن بالكاد يرى الطريق الذي يسلكه والذي لطالما في أوقات أخرى كانت تُدهشه فيه أدق التفاصيل. والآن "آلهة الخيال" -(إذا كنتِ قد قرأتِ جوكوفسكي، يا عزيزي ناستينكا)- نسجتْ بالفعل بيدها الرائعة سحرها الذهبي وبدأت تنسج عليه أنماطًا من الحياة المدهشة الرائعة، ومن يدري ربما تكون يدها الرائعة قد حملته إلى السماء البلورية السابعة بعيدًا عن الرصيف الجرانيتي الرائع الذي كان يسير عليه؟
حاولي إيقافه الآن، واسأليه فجأة أين هو واقف الآن، عبر أي الشوارع سيذهب؟ - ربما لن يتذكر شيئا، لا إلى أين هو ذاهب ولا أين هو واقف الآن، ويغمر غضبه بالكذب بالتأكيد ليحفظ ماء وجهه. وهذا هو السبب الذي جعله يرتجف بشدة، ويكاد يصرخ وينظر في الأرجاء برعب حين توقفه سيدة مسنة محترمة بأدب في منتصف الطريق وتسأله عن طريقها. يخطو خطوة عارمة بغضب، بالكاد يلاحظ أن أكثر من واحد من المارة يبتسم ويستدير ليحييه، وأن فتاة صغيرة، تبتعد عن طريقه في خوف، تضحك بصوت عال، وتحدق بعينيها المفتوحتين في ابتسامته وإيماءات ذراعيه. ولكن خيالًا فاخرًا يلاحق فراره هذه الطفلة المرح، والمرأة المسنة، وأيضًا المارة الفضوليين، وذاك الطفل الضاحك، والفلاحون الذين يقضون لياليهم في قوارب فونتانكا (ولنفترض أن بطلنا يسير على جانب القناة في تلك اللحظة)، فينسجون كل شيء في القنب وكأنه ذبابة في شبكة عنكبوت.
حاولي إيقافه الآن، واسأليه فجأة أين هو واقف الآن، عبر أي الشوارع سيذهب؟ - ربما لن يتذكر شيئا، لا إلى أين هو ذاهب ولا أين هو واقف الآن، ويغمر غضبه بالكذب بالتأكيد ليحفظ ماء وجهه. وهذا هو السبب الذي جعله يرتجف بشدة، ويكاد يصرخ وينظر في الأرجاء برعب حين توقفه سيدة مسنة محترمة بأدب في منتصف الطريق وتسأله عن طريقها. يخطو خطوة عارمة بغضب، بالكاد يلاحظ أن أكثر من واحد من المارة يبتسم ويستدير ليحييه، وأن فتاة صغيرة، تبتعد عن طريقه في خوف، تضحك بصوت عال، وتحدق بعينيها المفتوحتين في ابتسامته وإيماءات ذراعيه. ولكن خيالًا فاخرًا يلاحق فراره هذه الطفلة المرح، والمرأة المسنة، وأيضًا المارة الفضوليين، وذاك الطفل الضاحك، والفلاحون الذين يقضون لياليهم في قوارب فونتانكا (ولنفترض أن بطلنا يسير على جانب القناة في تلك اللحظة)، فينسجون كل شيء في القنب وكأنه ذبابة في شبكة عنكبوت.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج