الجريمة المقدسة

طوبى لِمَنْ اختار أَنْ يَغُوص وَحِيدًا إلَى أَعْمَاقِ الحَيَاة؛ فَقَابَل الألَم والحُب في صِوَرِهم المُجَرَّدة.
طُوبَى لِمَنْ فَهِمَ لعْبة الزَمَان؛ فاخْتَار حروب انْتِصَارَاتها تَبْقَى لِلأَبَدِيَّة.
طُوبَى لِمَنْ رَضِيَ أَنْ يُحَارِب حروب الحُب؛ بشرَفٍ ونزاهةٍ، في واقع لم يَعُد يتقبل اَلْنَزِيه.
طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَفْهَمه أحَد واتّهَمه الجميع بِما لَيْس فِيه؛ فَقَط لأَنَّه اخْتَبَر مَا لَمْ يَخْتَبِروه.
طُوبَى لِمَنْ عَرِفَ الأَلَم ولَمْ يَهْرَب مِنه بَلْ اتَّخَذه صَدِيقًا لِدَرْبه الطَوِيل الْغيْر مُعْتَاد.
طُوبَى لِمَنْ أَخْلَى ذاته لأَجْل أَحِبَائه؛ حَتَى في عِلْمِه أنَّهُم سيَرْفُضُوا الحُب الذي اِمْتَلَكه باخْتِباراتِه.
طُوبَى لِمَنْ اسْتَغْنَى باتِسَاع كَيَانه عَن كل ما لا يَنْتَمِي لِلْحَق.
طُوبَى لِمَنْ اخْتَبَر الحياة وامْتَلَك مِنَ القِصَصِ ما لا يَسْتَطِيع المُعْظَم سَمَاعه.
طُوبَى لِمَنٍ لَمْ يَهْتَم بِأن يُفْهَم إنَّمَا دَفَع عُمْره لِيَفْهَم.
طُوبَى لِمَنْ اِخْتَارَ اَلْحَيَاةَ بِالْمَوْتِ طَوَاعِيَةً؛ لَأنَّه وَإِنْ مَاتَ فَسَيَقُومُ.