نقش اليمامة

حين نظرت إليه أول مرة لم أتعرف على هويته ، بل لم أتبين حتى ملامح وجهه ،لكن الفضول الذي أثاره في نفسي لم يكن السبب الوحيد الذي دفعني لأنتظر في هذه البقعة بعد أن أوقفت سيارتي على جانب الطريق هنا على أطراف الصحراء السوداء .
كنت قد خرجت من قرية "الباويطي" صباحا في سيارتي "نصف النقل" ، بعد أن وضعت في صندوقها الخلفي عددا من أقفاص الشمام والبصل والثوم و"كرتونتين" كبيرتين ملأتهما بالمعلبات أحكمت تغطية"الحمولة" بغطاء سميك من القماش الأخضر القاتم، ربطته بالحبال المتينة ثم اتخذت جلستي خلف عجلة القيادة بعد أن وضعت على المقعد المجاور صندوقا مبردا يحوي عبوات المياه والعصائر وبعض الفواكه الطازجة لم تختلف استعداداتي لهذه الرحلة مقارنة بالرحلات السابقة انطلاقا من "الواحات البحرية" ،غير أنني كنت أكثر ارتياحا واطمئنانا داخل "التويوتا" الجديدة،وفي الحقيقة لم تكن السيارة جديدة تماما لكنها كانت أفضل ما حصلت عليه خلال الصفقات الأخيرة ،خاصة أن كفاءة محركها جنبتني مواجهة الأعطال الكثيرة التي عانيت منها في سيارتي القديمة .