ولادة ملك

في صباح باكر مُلبد بالغيوم ونسمات الهواء العليلة التي تُنعش الأبدان وتُريح النفس, كان الراعي انطونيو يسير رفقة أغنامه في المزارع الواقعة على سفوح الجبال الخضراء الشاهقة التي تُلامس قممها الغيوم وتُخفي قرص الشمس بين ثنياها. جلس على الأرض واتكأ بظهرهِ على شجرة خضراء كثيفة الأوراق وعينيه على أغنامهِ السارحة في المزارع وتأكل الحشائش.
الأجواء هادئة والضباب يُغطي المكان وصوت الرياح يضرب في المكان. نهض أنطونيو من مكانهِ ومط جسدهِ وسمع فجأة صوت بكاء طفل صغير. هز رأسه ومسح وجهه وعقد حاجبيه وتلفت يميناً وشمالاً, وبدا له إنه يتهيأ سماع صوت الطفل الذي توقف لوهلة. مشى بين الأشجار وعاد وسمع صوت الطفل من جديد, أدار ظهره وتنهد وتنصت وترصد مصدر الصوت القادم من جهة اليمين.
تحرك باتجاه الصوت ومشى عدة خطوات قاطعاً الحشائش التي تُلامس جسده وتصيبه بالحكة. وصل إلى مصدر الصوت ووجد طفلاً صغيراً أبيض البشرة وعمره يومين أو ثلاثة ملفوفاً برداء أبيض مرمياً على الأرض ويبكي وينتحب من شدة الجوع. أصفر وجه انطونيو من الدهشة وانحنى بجسده والتقط الطفل واضعاً رأسه في حضنهِ مُحاولاً إسكات بكائهِ.
عاد إلى أغنامهِ حاملاً الطفل بين يديه ويُفكر في نفسه قائلاً: من صاحب القلب الميت الذي تسول له نفسه رمي طفل بريء في الحشائش ويتركه عرضة للذئاب والضباع السائبة!
تنهد بحرارة وترقرقت الدموع في عينيه واستطرد قائلاً: أفضل حل هو أن أخذه إلى الملك أيزيس وزوجته الملكة لويزا! نعم هذه هي الطريقة المُثلى ستفرح الملكة لويزا كثيراً لا سيما إنها لم تُرزق بطفل منذ زواجها بالملك أيزيس منذ خمس سنوات!