جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
أوبنياس

أوبنياس

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2022
عدد الصفحات:
155 صفحة
الصّيغة:
24.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

لا شك أن عنوان مثل "أوبنياس" مسكوك بالكثافة والغموض يحفز المتلقي على القيام بعملية تأويل قبل ‏الشروع في تلقي النص الروائي، ولكن براعة الروائي السعودي عمر حسين سراج في تصييغ العنوان وفق ‏معادلة سوف تحقق التعادل بين بنية العنوان والنص الروائي والشخصية الروائية، على مستوى التشكل ‏والاشتغال والكينونة والتواصل السردي ...بين بنية العنوان والمكونات الحكائية سوف تحوّل المتلقي من ‏مستوى الدهشة والتفسير والتساؤل إلى مستوى تلمُّس الخيط الرحمي الذي يربط العنوان بالحكاية واحتواء ‏لغز هذا المحكي الروائي الجميل والساحر، في الداخل الحكائي وهذه البراعة الاشتغالية دليل على عقلنة ‏التخييل الناجمة عن نضج الوعي السردي في كل روايات عمر حسين سراج.‏‎‎
وعقلنة التخييل في "أوبنياس" سوف يستثمرها عمر حسين سراج في رواية تحكي مأزق الوقوع بين سلطتي ‏‏"الواقع" و"الخيال"، لتصوير الحال الناجمة عن محاولة الانسراب عبر شرنقات الخيال من واقع الانتماء إلى ‏مكان حسي (الرياض) إلى مكان متخيل (الهند) اعتقد بطله واسمه "وائل البرجس" أنه بوصوله إليه سوف ‏يحقق حلمه بأن يكون ممثلاً سينمائياً شهيراً، ومثله الأعلى في ذلك كان الممثل الأمريكي "مات ديمون" ‏الذي ظن أنه يشبهه لحدٍ بعيد، ولكن دراسته في تخصص آخر وتخرجه من قسم المحاسبة في جامعة ‏الرياض وظروف عمله كأمين مستودع وانهماكه في تأمين سبل العيش، وعدم وجود معهد متخصص في ‏مهن السينما في بلاده أو حتى في البلدان العربية المجاورة قد حال دون تحقيق طموحه، ولكنه طموح لم ‏يغب عن ذهنه يوما؛ً ينتظر الوقت المناسب للظهور؛ والآن هو في الثلاثين من عمره واتخذ قراراً شجاعاً. ‏والقرار هو تغيير مساره المهني وتجسيد أحلامه حقيقة؛ ونقطة البداية سوف تكون من مومباي، فسافر ‏إليها؛ ليكون حلمه بانتظاره في الهند إنه "أوبنياس" الذي سيرافقه في رحلة أحلامه عبر محطات يتعرف ‏خلالها إلى الولايات الهندية وتراثها وأساطيرها التي أوسعت في الرواية مكاناً للغرابة والأساطير والمشاهد ‏السوريالية، لتشكّل نسيجاً روائياً فريداً تسهم المخيلة في صنع أحداثه.. والتي سيحمل معها الروائي بطله ‏إلى الخوض في أجواء غريبة والسفر إلى مطارح بعيدة يتحرر فيها من واقعه ولكن ضمن دائرة الخيال ‏فيبرع في تصوير مشاهداً يشترك فيها الأحياء مع الأموات والبشر مع الآلهة والكهان.... وبعد تجربة فريدة ‏يعيشها وائلاً بمحيط ساحر متقلب الأجواء والذكريات والأماكن والشخصيات والصور التي كونها خلال ‏حياته عن بلاد الهند والتي يمكن أن تمثل نموذجاً لانزياحات الوعي خارج المكان (الأصل)، إلى المكان ‏‏(المجاز)؛ سيكتشف بطل الرواية أن الحدود بين الخيال والحقيقة هشة وواهية، وأنه عاش حلماً استولى ‏على حياته، من دون أن يحقق غايته، حتى آبا وغرفته ذات الرقم 1313، لم يكونا سوى من بنات خياله ‏اكتشف هذا عندما بحث عن "أوبنياس" في آخر محطة من رحلاته في الهند ولم يجده في قائمة النزلاء في ‏الفندق وعلم من موظف الاستقبال أن "أوبنياس باللغة الهندية الأوروبية تعني خيال!"، هذه الحقيقة التي ‏باغتت وائلاً كانت ضرورية ليعرف أن الأحلام لا تجسد الحقيقة؛ وأن كل ما عاشه هو مشروع حلم بأن ‏يكون نسخة مقلدة من ممثلٍ شهيرٍ بدل أن يكون هو نفسه، ويحقق ذاته، فآبا ليس له وجود وهو مجرد ‏خيال وليس هناك تشابهاً حقيقياً بينه وبين مات ديمون، وحتى نسائه الجميلات كيران، ونيلم، وأمريتا، ‏وكاجل، وأرجون، لم يقعن صرعى هواه وعشقه، وأنه لم يتزوج يوجا ولا أنجلي ولا كافيتا ولا أميتاب، ولم ‏يواجه المخاطر في أرض المحرقة في مومباي، ولم يعبر فوق جثث الموتى المحترقة؛ لمجرد الوفاء بوعد ‏قطعه لمتسول في الشارع الخلفي للفندق الذي يقيم فيه، ولم يغامر بحياته عندما أنقذ كيران من الفيل ‏الضخم المرعب الذي كان يندفع اندفاعاً جنونياً نحوها، وأنه لم يكن ذلك الرجل الشجاع المقدام الذي صعد ‏إلى المركب الصغير المتهالك في جنح الظلام مع كوكبرج، يبحثان عن الببغاء الفضي. ولم يكن ذلك ‏الفارس الذي قفز فوق صهوة جواده، لينطلق نحو الخنزير البري ممسكاً برمح قذفه به في مقتل لينقذ ابنة ‏الملك؟! وأن كل تلك الأمجاد والبطولات التي عاشها فيما مضى، وهو العربي المقدام في بلاد العجائب، كل ‏هذا لم يكن سوى أوبنياس/خيال.‏
لم يتم العثور على نتائج