جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
مذكرات من نجا
تاريخ النشر:
2022
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
354 صفحة
الصّيغة:
24.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
تؤكد الناقدة البريطانية وأستاذة الأدب الإنكليزي د.روث ويتكر في كتابها النقدي المهم دوريس ليسينج الصادر في أواخر العام 1988 عن دار نشر ماكميلان -لندن في الكاتبة ليسينج وسعت آفاق الرواية الإنكليزية أسلوباً ومضموناً بروايتها مذكرات من نجا التي تعد سبراً للأغوار متصلاً بطبيعة التحولات وآلياتها مستخدمة بذلك الواقعية، والخيال، ...والرمز.تختزل هذه الرواية اهتمامات الكاتبة ليسينج منذ أن نشرت كتابها الأول بعنوان المفكرة الذهبية، وهذه الاهتمامات تتمثل في لا جدوى استثمار العلاقات الشخصية، والاهتمام المتزايد بالعوامل الداخلية، والطاقة البشرية في تعزيز النمو الروحي، وما ينجم عن ذلك من اغتراب عن العالم المادي.
كانت هذه الاهتمامات واضحة في مؤلفات ليسينج منذ كتاباتها الأولى. إذ بدأت تعالجها معالجة واضحة في المفكرة الذهبية وغيرها من الكتب اللاحقة، إلا أنها أصبحت في روايتها مذكرات من نجا الموضوع الأساس. غير أن ما يميز هذه الرواية عن بقية مؤلفات الكابوسية، والإذعان التام لما يجري من أحداث في كلا العالمين الداخلي والخارجي. لقد استخدمت الكاتبة الأسلوب الهادئ على لسان بطلتها الراوية فنراها تصف الأحداث والأزمات التي حلت بمدينة أخذت تتلاشى بمرور الزمن لتفقد هويتها وذلك على نحو يثير الرعب.
بالإضافة إلى ذلك، تمزج المؤلفة في هذه الرواية ولأول مرة بين الواقعية والرمزية. ففي رواياتها الأولى كانت الأحلام والجنون وسائل لسبر غور حالات نفسية وذهنية. فعلى سبيل المثال، كانت الكاتبة تصف حنون مارتا وليندا وصفاً واقعياً تماماً. أما في مذكرات من نجا فتوضح ليسينجه القارئ إنما هو نص حرفي ورمزي من حيث إن الرواية تستطيع أولاً أن تنظر أمامها ومن ثم تخترق جدار شقتها لتنتقل إلى عالم آخر. من هنا نلاحظ أنها تنبذ الواقعية، ويصبح الجدار هو الحد الفاصل بين عقلي الرواية الواعي واللاواعي، وتصبح الحجرات والحدائق الكائنة وراءه مناطق اللاوعي الذي تعمل على سبر غوره. تنقل ليسينج هذا بيسر وسهولة، إذ يكون الانتقال من الواقعي إلى الرمزي دون وجود ما يشير إلى قلقها بشأن إقناع القارئ بما تفعله. وتبدو المسألة كلها وكأن المؤلفة أصبحت معتادة على الانتقال بين عالمي حياتها الخارجي والداخلي انتقالاً سهلاً تشي رواياتها بسهولته.
تجري أحداث الرواية في مدينة ما توقفت فيها جميع الخدمات، وانتشرت فيها الفوضى، واصبحت السلع نادرة، تعيش الراوية وهي امرأة لا نعرف اسمها في إحدى الشقق، وتفكر بالرحيل عن المدينة التي عصفت بها الأحداث العنيفة والفوضى، في يوم ما تناط بها مسؤولية الاهتمام بطفلة في الثانية عشرة من العمر تدعى إميلي، ولديها حيوان غريب نصفه قطة ونصفه الآخر كلب يدعى هوغو. تصف لنا الرواية حياة هؤلاء الثلاثة في فترة زمنية تمتد إلى ثلاثة أعوام تقريباً تقيم خلالها إميلي علاقة مع زعيم عصابة من الشبان. عندما تبلغ إميلي الخامسة عشرة من العمر نجدها فتاة بالغة متزنة. وقد لجأت المؤلف إلى الإسراع في عملية بلوغ الفتاة باعتبار ذلك مؤشراً واقعياً على الزمن الذي لا يسمح بإطالة فترة الطفولة من ناحية، وباعتبار ذلك أسلوباً تمثل فيه إميلي حياة المرا’ الراوية نفسها تمثيلاً انعكاسياً إذ تصبح إميلي والراوية شخصاً واحداً. فبينما ترى الراوية إميلي وتراقبها وهي تصل إلى مرحلة البلوع، نجدها تسبر غور الغرف الكائنة وراء الجدار فترى مشاهد من حياة إميلي تمثل في الواقع مشاهد من حياتها الشخصية. تصف الرواية تلك المشاهد بإسهاب، وتعيد صياغة التجارب، وتفهمها بكل ما تنطوي عليه من آثار في حياتها اللاحقة. أخيراً، تنهار واقعية الرواية انهياراً تاماً عندما تحتاز الرواية، وإميلي، وعشيقها جيرالد، وهوغو الجدار وينتقلون إلى عالم آخر تماماً.
تصف ليسينج هذه الرواية بأنها محاولة في السيرة الذاتية. وفيها تعالج الكاتبة مظاهر من طفولتها التي حذفتها على نحو واضح من رواية مارتا كويست، إذ تبدأ الرواية والبطلة في سن المراهقة. وقد أشارت ليسينج في بعض المقابلات الصحفية إلى العلاقة الصعبة التي كانت تربطها بأنها. ويبدو أن ليسينج لم تسبر هذه العلاقة سبراً كاملاً في معظم رواياتها التي كتبتها قبل مذكرات من نجا. ويبدو أن تذكر الرواية لأشد الآلام التي عانت منها إنما يساعدها على ملاحظة أن أنها ورثت تركة ثقيلة من التربية السيئة والقاسية.في مدينة مطوقة تروع شوارعها الجرذان والعصابات، تقوضت فيها أركان السلطة الحاكمة، واستشرى العنف العقيم، يؤتى لامرأة متوسطة العمر والحالة الاجتماعية بطفلة عمرها اثنا عشر عاماً ويقال لها إنها مسؤولة عن تربيتها. هذا الكتاب، الذي وصفته الكاتبة بأنه "محاولة لكتابة سيرة" هو مذكرات تلك المرأة اليومية، وهو نظرة سريعة على مستقبل أكثر ترويعاً أكثر ترويعاً من حاضرنا، وعلى القوى الوحيدة القادرة على إنقاذنا من تدمير كامل.
كانت هذه الاهتمامات واضحة في مؤلفات ليسينج منذ كتاباتها الأولى. إذ بدأت تعالجها معالجة واضحة في المفكرة الذهبية وغيرها من الكتب اللاحقة، إلا أنها أصبحت في روايتها مذكرات من نجا الموضوع الأساس. غير أن ما يميز هذه الرواية عن بقية مؤلفات الكابوسية، والإذعان التام لما يجري من أحداث في كلا العالمين الداخلي والخارجي. لقد استخدمت الكاتبة الأسلوب الهادئ على لسان بطلتها الراوية فنراها تصف الأحداث والأزمات التي حلت بمدينة أخذت تتلاشى بمرور الزمن لتفقد هويتها وذلك على نحو يثير الرعب.
بالإضافة إلى ذلك، تمزج المؤلفة في هذه الرواية ولأول مرة بين الواقعية والرمزية. ففي رواياتها الأولى كانت الأحلام والجنون وسائل لسبر غور حالات نفسية وذهنية. فعلى سبيل المثال، كانت الكاتبة تصف حنون مارتا وليندا وصفاً واقعياً تماماً. أما في مذكرات من نجا فتوضح ليسينجه القارئ إنما هو نص حرفي ورمزي من حيث إن الرواية تستطيع أولاً أن تنظر أمامها ومن ثم تخترق جدار شقتها لتنتقل إلى عالم آخر. من هنا نلاحظ أنها تنبذ الواقعية، ويصبح الجدار هو الحد الفاصل بين عقلي الرواية الواعي واللاواعي، وتصبح الحجرات والحدائق الكائنة وراءه مناطق اللاوعي الذي تعمل على سبر غوره. تنقل ليسينج هذا بيسر وسهولة، إذ يكون الانتقال من الواقعي إلى الرمزي دون وجود ما يشير إلى قلقها بشأن إقناع القارئ بما تفعله. وتبدو المسألة كلها وكأن المؤلفة أصبحت معتادة على الانتقال بين عالمي حياتها الخارجي والداخلي انتقالاً سهلاً تشي رواياتها بسهولته.
تجري أحداث الرواية في مدينة ما توقفت فيها جميع الخدمات، وانتشرت فيها الفوضى، واصبحت السلع نادرة، تعيش الراوية وهي امرأة لا نعرف اسمها في إحدى الشقق، وتفكر بالرحيل عن المدينة التي عصفت بها الأحداث العنيفة والفوضى، في يوم ما تناط بها مسؤولية الاهتمام بطفلة في الثانية عشرة من العمر تدعى إميلي، ولديها حيوان غريب نصفه قطة ونصفه الآخر كلب يدعى هوغو. تصف لنا الرواية حياة هؤلاء الثلاثة في فترة زمنية تمتد إلى ثلاثة أعوام تقريباً تقيم خلالها إميلي علاقة مع زعيم عصابة من الشبان. عندما تبلغ إميلي الخامسة عشرة من العمر نجدها فتاة بالغة متزنة. وقد لجأت المؤلف إلى الإسراع في عملية بلوغ الفتاة باعتبار ذلك مؤشراً واقعياً على الزمن الذي لا يسمح بإطالة فترة الطفولة من ناحية، وباعتبار ذلك أسلوباً تمثل فيه إميلي حياة المرا’ الراوية نفسها تمثيلاً انعكاسياً إذ تصبح إميلي والراوية شخصاً واحداً. فبينما ترى الراوية إميلي وتراقبها وهي تصل إلى مرحلة البلوع، نجدها تسبر غور الغرف الكائنة وراء الجدار فترى مشاهد من حياة إميلي تمثل في الواقع مشاهد من حياتها الشخصية. تصف الرواية تلك المشاهد بإسهاب، وتعيد صياغة التجارب، وتفهمها بكل ما تنطوي عليه من آثار في حياتها اللاحقة. أخيراً، تنهار واقعية الرواية انهياراً تاماً عندما تحتاز الرواية، وإميلي، وعشيقها جيرالد، وهوغو الجدار وينتقلون إلى عالم آخر تماماً.
تصف ليسينج هذه الرواية بأنها محاولة في السيرة الذاتية. وفيها تعالج الكاتبة مظاهر من طفولتها التي حذفتها على نحو واضح من رواية مارتا كويست، إذ تبدأ الرواية والبطلة في سن المراهقة. وقد أشارت ليسينج في بعض المقابلات الصحفية إلى العلاقة الصعبة التي كانت تربطها بأنها. ويبدو أن ليسينج لم تسبر هذه العلاقة سبراً كاملاً في معظم رواياتها التي كتبتها قبل مذكرات من نجا. ويبدو أن تذكر الرواية لأشد الآلام التي عانت منها إنما يساعدها على ملاحظة أن أنها ورثت تركة ثقيلة من التربية السيئة والقاسية.في مدينة مطوقة تروع شوارعها الجرذان والعصابات، تقوضت فيها أركان السلطة الحاكمة، واستشرى العنف العقيم، يؤتى لامرأة متوسطة العمر والحالة الاجتماعية بطفلة عمرها اثنا عشر عاماً ويقال لها إنها مسؤولة عن تربيتها. هذا الكتاب، الذي وصفته الكاتبة بأنه "محاولة لكتابة سيرة" هو مذكرات تلك المرأة اليومية، وهو نظرة سريعة على مستقبل أكثر ترويعاً أكثر ترويعاً من حاضرنا، وعلى القوى الوحيدة القادرة على إنقاذنا من تدمير كامل.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج