المحارب الذي بداخلك

هذا الكتاب شرح وتطبيق عملي للمبادئ المشتركة التي نجح محاربونا من السكان الأصليين في اتباعها، وحققوا من خلالها نجاحًا كبيرًا مكَّنهم من الوفاء بأدوارهم واحترامها. إن الدروس والقصص التي أشاركها في هذه الصفحات هي وليدة تجربتي الشخصية، فضلًا عن تقاليد قبيلتنا الموروثة، وثلاثة عقود قضيتها في خدمة مجتمعاتنا الأصلية والتحدث إلى كبار القبائل والمحاربين القدامى وغيرهم ممن يعملون في خدمة مجتمعاتهم. لقد حاولت تسجيل الأفكار الأكثر اتصالًا بمجتمعاتنا الحديثة، والتي يمكننا استخدامها لترقية حياتنا، ومنحها المغزى والثراء والحماس الكافي.

هذا الكتاب ليس كتابًا تاريخيًّا، أو بحثيًّا، وليس أطروحة سياسية، أو عرضًا لتقاليد الأمريكيين الأصليين أو تاريخ قبيلتي. أنا لا أتحدث باسم جميع السكان الأصليين أيضًا؛ وليس دوري أن أفعل، إنما أشاركك هذه الأفكار بشكل مستقل، من صميم قلبي إلى قلبك. قد يُتهم هذا الكتاب بأنه ربما يكون مفرطًا في العمومية، أو يميل في نهجه إلى تقاليد السكان الأصليين، وهذا صحيح، لكن هذا لا يقلل من قوة أفكاره أو جودتها. لقد تعمدت كتابته بهذه الطريقة التزامًا بالمبادئ المشتركة والمفيدة التي يمكننا جميعًا اتباعها.

هناك شيء واحد تعلمته خلال عملي في مجتمعات الأمريكيين الأصليين لأكثر من خمسة وعشرين عامًا، وهو أن اللحظة التي تبدأ فيها أن تكون أكثر تمحورًا حول قبيلتك هي اللحظة التي تشعر فيها المجموعات القبلية الأخرى بالإهمال، وأن أفكارك لا تصلح لهم. نحن نغفل عن الهدف من الأفكار، ونلجأ إلى طريقة أخرى تقود إلى تشتيت أنفسنا وقهرها مع الأسف الشديد؛ لهذا أريد أن أكون عمليًّا قدر الإمكان، وأبقي الأفكار عامة ومفيدة لنا جميعًا. وقد أدرك أيضًا أنه لم يكن لدى جميع القبائل تقليد يخص المحاربين، وأن بعضها كان أكثر سلامًا واعتمادًا على فكرة التوحيد والتعاضد عند التعامل مع الصراعات، لكنها حتى في ذلك لا تزال تعبر عن روح المحارب. لقد تصرف زعماء هذه القبائل بشجاعة، على الرغم من الصعاب، وخدموا شعوبهم بأفضل ما لديهم من قدرات.