جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الساقطة

الساقطة

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2010
عدد الصفحات:
169 صفحة
الصّيغة:
12.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

ليس من فضاء في هذه المدينة سوى البحر، وحده يحول نار الحقد والقهر في روحها إلى رماد، وأمام مداه اللامتناهي تحس بتفاهة الآلام كلها، البحر وحده يخلق لها هامشاً من الحياة تعيش فيه حياةً لا قهر فيها ولا نفاق.. أمامه تعرض ندوب روحها، انحسارها المستمر تجاه زمن يعطي الأولوية للكلاب والمنافقين، وحين تتأمل بلا ملل مداعبة الموج لصخور الشاطئ تشعر أن روحها تغسل من القنوط شيئاً فشيئاً، ومرة تلو مرة.

قفص يطل على البحر، هذه هي مدينتها، لا شيء على الإطلاق تفعله في هذه المدينة سوى تأمل البحر وتدخين الأركيلة، وتذويب أحزانها بعدة فناجين من القهوة، كل شيء يغرق في الكسل والضباب والتشتت، فهي غير قادرة على التركيز إطلاقاً، فما إن تبدأ بالتفكير حتى تتشعب الفكرة ثم تضيع، تلاحقها بلا جدوى ليغرق ذهنها مجدداً في الضباب، لكن ما يدهشها حقاً حالة الاستعجال التي تعيشها، فهي تستعجل نهارها ليمضي سريعاً، وما إن يحل الليل حتى تستعجله بدوره ليمضي بانتظار الفجر.

ما إن تنتهي من تناول إفطارها حتى تنتظر الغداء بفارغ الصبر، وبعده تنتظر العشاء، ثم المسلسل اليومي الذي تتكهن بكل أحداثه سلفاً، ترى لِمَ تستعجل الحياة هكذا، كأنها في سعي إلى هدف عظيم!

أحضر لها النادل الأركيلة وفنجان القهوة، وضع جمرتين فوق القرص المغطى بورق السلفان، انتظرها حتى سحبت نفساً وأطلقت الدخان من فمها، شكرته، فمضى متمنياً لها جلسة لطيفة.. متعتها الوحيدة في الحياة هي نفث دخان الأركيلة، تشعر أنها تطلق بخار همومها المحتبس في روحها على دفعات، فكرت أن الأركيلة هي القاسم المشترك بين الناس في هذه المدينة من المراهقين وحتى الشيوخ، وأن هذا الشعب بمعظمه لا يفعل شيئاً سوى تدخين الأركيلة لساعات كل يوم!
لم يتم العثور على نتائج