فيوليت

في سوريا تلك البلد الرائعة التي كتب عليها الدمار وللأسف بيد أبنائها قبل أن يكون بيد الغرباء كان الصمت يعم المكان ولكن في وسط هذا الصمت ظهر صوت طفلة تصرخ بنبرة باكية :أركان أين أنت ؟ أركان (ثم أخذت تنظر للسماء وهي تناجى ربها ) احمي أخي يا الله أنا لم يتبقَ لي غيره

إذا اقتربت من مصدر الصوت ستجد فتاة لم تتعدَ التاسعة وقد أصبحت هيئتها تجمع مابين اللون الأحمر لون الدماء التي تغرق وجهها واللون الأبيض لون الغبار الناتج عن دمار معظم مباني البلدة ؛ تنظر حولها بترقب ولهفة لربما ترى وجه أخيها

وفجأة رأت أحد الأطفال الذي كان ملقى على الأرض وقد سقطت حجارة ضخمة على ساقه فكانت تنزف ووجهه كان ملئ بالدماء لدرجة تكاد تخفى ملامحه إلا أنها عرفته فأسرعت إليه بفزع وخوف وأمسكت بيدها الصغيرة ملابسه وأخذت تحاول إخراجه وهي تصرخ : أركان ، افتح عينك أرجوك أجبني

كانت دموعها تنهمر ووقتها نظرت إلي السماء: ياالله احميه أنا لا أريده أن يتركني مثلما تركني أبي وأمي

أفاق الفتي الذي لم يتعد عمره الثانية عشر على صوتها فتحدث بأنين وصوت متقطع من الألم : لا تبك يا لمار أنا بخير و لن أتركك أبدا لا تخافي أبدا يا حبيبتي

استجمع قوته وهو يحاول التخلص من تلك الحجارة الضخمة التي تعوقه عن الحركة وساعدته لمار حتى نجح أخيرا في زحزحتها قليلا واستطاع تحريك ساقه وإخراجها من محبسها

وبمجرد خروجه احتضنته لمار وهي تقول من بين دموعها :الحمد لله أنك بخير كنت خائفة كثيرا أن تتركني أنت أيضا