لا تكن عقبة في طريقك

كان هناك الكثير من الأشياء التي لم تكن مناسبة لي، ولكن يجب أن أعطي كل ذي حق حقه - لقد غيَّر هذا المؤتمر طريقة تفكيري عن المساعدة الذاتية بشكل جذري، وقد وفر أدوات أتاحت لي أن أفهم بشكل أفضل سبب اضطلاعي بالأشياء التي أضطلع بها، وسبب شعوري بما أشعر به, وسلط الضوء على الأكاذيب التي كنت أعتقد أنها كانت تعوقني، وأوضحت بجلاء خريطة الطريق التي يمكنني اتباعها إذا أردت تولي زمام حياتي.

عدتُ شعلة من النشاط، مثل شعلة النشاط نفسها التي عادت بها "راشيل" في المرة الأولى: بدأت الاستيقاظ عند الساعة الخامسة صباحًا حتى أتمكن من اغتنام أفضلية التجهز مبكرًا لليوم، ووضع نظام لممارسة الرياضة، والتركيز على بعض أهدافي الشخصية قبل أن يبدأ اليوم. بدأت أفكر بشكل مختلف بشأن ما أريده في حياتي، وكيف سأحققه، ومَن الذي أحتاج إلى موافقته للسعي وراء تحقيق أهدافي. وبدأت في طرح أسئلة عن الجوانب الأخرى التي قد أجد فيها طاقة مثل الطاقة الذي تزودت بها، ومن هذا المنطلق بدأت رحلة من شأنها أن تعرفني على أشخاص آخرين يركزون على التطور - مؤلفين ومقدمي برامج إذاعية عبر الإنترنت وجلسات معالجة نفسية غيَّروا تفكيري بشأن ما كان بوسعي أن أكونه، أو ما لم يكن بوسعي أن أكونه، ومدى إمكانية ذلك، والمفاهيم المجتمعية التي أحتاج لأن أعيش وفقًا لها، أو، كما اتضح لي، أن أعيش مخالفًا لها، لأجد الرضا عن الذات.

لكن أهم شيء أتعلمه في أثناء انغماسي في المساعدة الذاتية هو العلاقة الرابطة بين التطور وإحساس الرضا. يُمكنك العثور على أمور قصيرة المدى تجعلك سعيدًا، ولكن إذا كنت تود الشعور بالرضا حقًّا فعليك أن تطوِّر من نفسك، ولكي تطور من نفسك تحتاج إلى تكريس وقتك، وبذل الجهد، وتعلم التخلص من الأكاذيب، التي تضع قيودًا على من وماذا يمكنك أن تكون.

في هذا الكتاب سنقوم بدحض الأكاذيب التي أبقتني عالقًا على أمل أن تساعدني على تجنب الوقوع في ذلك الفخ. إنه النهج نفسه الذي استخدمته زوجتي "راشيل" في كتابها Girl, Wash Your Face، إلا أنه هنا يُستعرض من منظور شخص تختلف تركيبته النفسية والعقليه عنها، مع عقليتي الثابتة التي تعاني الافتقار إلى التحفيز, والتي تفضي إلى نزعة عملية مبالغ فيها، وتشكك دائم. وبالطريقة نفسها التي استطاع بها كتابها أن يُوجد رابطًا قويًّا مع القراء الذين شعروا بقصصها وتأثروا بها، آمل أن تساعدك قصصي التي تستعرض محاربة هذه الأكاذيب. في الواقع، لقد دحضنا للتو الأكذوبة الأولى هنا: الأكذوبة القائلة إن المساعدة الذاتية هي فقط من أجل الأشخاص المحطَّمين.

إن هذا الكتاب الذي بين يديك دعوة للعمل موجهة لأي شخص مهتم بأن يحظى بحياة أكثر إشباعًا، والذي على طول الطريق قد يكون فَقَدَ "الشغف"، ويتساءل الآن عن كيفية إطلاق العنان لإمكاناته أو التواجد بشكل أفضل من أجل من يحبهم. إنني ببذل الجهد الشاق المتمثل في الاستمساك بالتطور، وتفنيد الأكاذيب التي كنت أؤمن بها، وسبب إيماني بها، أصبحت رجلًا أفضل من أجل نفسي، ومن أجل أهم الأشخاص في حياتي. أنت أيضًا تستطيع تحقيق ذلك؛ اعزم أمرك الآن فالوضع مهيأ لذلك, دعنا ننظر في أمر الأكاذيب التي نحتاج إلى التخلص منها, والسعي وراء تحقيق ما نريد.