جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
لوكيميا

لوكيميا

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2017
عدد الصفحات:
106 صفحة
الصّيغة:
17.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

بغرفة ممسوسة بالظلام، تعشش بها العصافير و الغربان، تعتريها أصوات غريبة، ثم سكون رهيب، كأنّك ببقاع منزل مهجور، بأقبية بطن غول، همسات تباغت سمعك، ضحكات تدغدغ روحك... أشرب من الكوب الترابي الذي يحدّق بي، ذاك المشروب العلمقي فأسترّد وعيي، كمن كان في غمرة حلم يهذي...
أجده أمامي يقابلني بعينيه المحمّرتين الواسعتين، تفترساني بشرّه... باشر بالسؤال دون ممهدات:
- ما الذي يُزعجُك يا ياسين؟
ياسين هو أنا ...
إبتلعت ريقي، و ترددت كثيرا قبل أن أهمس له خوفا من أن يسمعوني:
- ما الذي يزعجُني؟ كلُّ شيء يا دكتور.
نظر بحذق و هو يتفرّس شفاهي المرتعشة، و يدي المطوّبتين على ركبتي، و رجلاي ترتجفان كمن سيتبوّل على نفسه،
و ردّ صارما:
- حدِّد أمراً واحداً.
نظرت تحت الطاولة التي أمامه، خلف المقعد الذي أتسطّح عليه كالنائم، في السقف و إلى تلك البومة المحدّقة بي طيلة الوقت، معلوم أنّ البوم لا ير في النهار لكنّها تحدق بداخل عيني إنّها ترى ما داخلي من خوف و وجع ، إستجمعت قواي و جسارتي وقلت:
- هل أتكلمُ بحُريَّة يا "صدِيقي"؟ ( لا أعلم كيف خرجت مني هذه الكلمة، لكنّه لن يكون عدوا بل صديقا... يقين رأيت ذلك في أحد كوابيسي ربما.
تبّسم حتى أبانت ضرسه المسوّسة، و الأخرى المخلوعة يدويا، شظايا منها تقول ذلك، و صفّق بيديه عاليا لتختفي البومة، كيف؟ لا أعلم... لكنّها إختفت و ظهرت محلّها حمامة رقطاء ليست كالحمام...
لم يتم العثور على نتائج