جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
أقلام الملك

أقلام الملك

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2019
عدد الصفحات:
393 صفحة
الصّيغة:
44.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

في قاعة القصر الكبيرة كان الملك جالسا على عرشه مرخيا رأسه على إحدى يديه التي أسندها على الصولجان، يحيطه الحزن والغضب ويجرده من كل وقار، كان عاقدا ما بين حاجبيه وقد رسمت التجاعيد على وجهه البيضوي وديانا وجبالا، رأسه ضخم وأنفه حاد كمنقار صقر، أجلى الجبهة، شاربه أسود متصل مع فوديه، كان صامتا وقد انتقلت عدوى الصمت على الحرس الواقفين في أماكنهم كأنهم تماثيل من مرمر، فيما عدا صوت الوزير الذي كان يتحدث بهدوء عن آخر الأخبار، وقد تردد صدى حديثه بين أعمدة القصر:

«ولكن يا سيدي، لقد قمنا بالإعلان عن الجائزة، ولكن عزوف الناس والحيوانات عن المشاركة لا يمكننا التحكم به، فلا يوجد بينهم من يغريه تحقيق ثلاث أمنيات».

ثم أضاف الوزير بينما الملك يحك ذقنه الحليق مفكرا فيما يمكن به أن يسيطر على الموقف:

«إن الناس والحيوانات يخشون أن يكون الأمير الصغير قد وقع في قبضة طائفة وكلاء السماء، لأن اختفاءه حدث بعد ظهور تلك الطائفة، فلا يوجد من يود المشاركة في مسابقة البحث عن الأمير الصغير التي تنطوي على تلك المخاطرة».

استمر الملك في صمته مفكرا، فلم يُجْدِ بحث الجنود في العثور على ابنه، ولا معاقبة حرس القصر على تقصيرهم في مراقبة الأمير الصغير وهو يتسلل خارجا من القصر، ولا التحقيق مع الحيوانات والطيور قد أسفر عن شيء، ولا الجائزة التي وضعها لمن يجد ابنه قد أجدت، لكنه يعلل نفسه بأن ابنه البالغ من العمر سبعة عشر عاما لم يعد الأمير الصغير وأن بإمكانه أن يتدبر أمره بنفسه ولكنّ اختفاءه قد طال.. قاطع الوزير حبل أفكار الملك:

«سيدي، لقد مضى الآن عامان على اختفاء الأمير الصغير، ولم يسفر بحث الجنود عن شيء، والآن هذه المسابقة التي مضى عليها شهر ولم يتقدم إليها أحد أيضا بسبب تلك الطائفة التي لا تزال تواصل جرائمها في أماكن متفرقة من مملكة السيف1، وهذا الأمر يضيق دائرة الشبهة حولهم، ومع ذلك أخشى في أي لحظة من وصول رسالة تفيد أنهم اتخذوا من الأمير الصغير رهينة».
لم يتم العثور على نتائج