جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
المركزية الغربية
تاريخ النشر:
2017
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
812 صفحة
الصّيغة:
19.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
مدخل
المركزية الغربية
-حيثيّات المفهوم وإشكاليّاته-
1. تمخّضات تاريخيّة: كشف الآخر وهواجس الانتلجنسيا الغربية.
يتعذّر، على وجه الدقّة، تحديد اللحظة التي ولد فيها مفهومان متلازمان هما: «أوربا» و«الغرب». والواقع إنهما من تمخّضات تلك الحقبة الطويلة والمتقلِّبة التي يُصطلح عليها «العصر الوسيط»، الحقبة التي طوّرت جملة من العناصر الاجتماعية والدينيّة والسياسية والثقافية، فاندمجت لتشكّل«هويّة» أوربا، وبانتهاء تلك الحقبة، ظهر إلى العيان مفهوم «الغرب» بأبعادهِ الدلالية الأولية، وسرعان ما رُكّب من المفهومين المذكورين مفهوم جديد هو «أوربا الغربية». هذا المفهوم ذو الدلالات المتموّجة، لم يمتثل أبداً للمعنى الجغرافي الذي يوحي به، فقد راهن منذ البدء على المقاصد الثقافية والسياسية والدينيّة، ومن ثمّ ثبّت مجموعة من الصفات والخصائص العرقية والحضارية والدينيّة على أنها ركائز قارّة، تشكّل أسس هويته، وغذّى هذا الاختزال ولادة مفهوم حديث ذي طبيعة إشكالية هو«المركزية الغربية».
وتتجلّى إشكالية هذا المفهوم من أنه تقصّد أن يؤسس وجهة نظر حول «الغرب»، بناء على إعادة إنتاج مكوِّنات تاريخية، توافق رؤيته، معتبراً إياها جذوراً خاصة به، ومستحوذاً في الوقت نفسه على كل الإشعاعات الحضارية القديمة، وقاطعاً أواصر الصلة بينها و المحاضن التي احتضنتْ نشأتها، إلى ذلك تقصّد ذلك المفهوم، أن يمارس إقصاءً لكلّ ما هو ليس غربياً، دافعاً به إلى خارج الفُلك التاريخي الذي أصبح «الغرب» مركزه، على أن يكون مجالاً يتمدّد فيه، وحقلاً يجهّزه بما يحتاج إليه.
المركزية الغربية
-حيثيّات المفهوم وإشكاليّاته-
1. تمخّضات تاريخيّة: كشف الآخر وهواجس الانتلجنسيا الغربية.
يتعذّر، على وجه الدقّة، تحديد اللحظة التي ولد فيها مفهومان متلازمان هما: «أوربا» و«الغرب». والواقع إنهما من تمخّضات تلك الحقبة الطويلة والمتقلِّبة التي يُصطلح عليها «العصر الوسيط»، الحقبة التي طوّرت جملة من العناصر الاجتماعية والدينيّة والسياسية والثقافية، فاندمجت لتشكّل«هويّة» أوربا، وبانتهاء تلك الحقبة، ظهر إلى العيان مفهوم «الغرب» بأبعادهِ الدلالية الأولية، وسرعان ما رُكّب من المفهومين المذكورين مفهوم جديد هو «أوربا الغربية». هذا المفهوم ذو الدلالات المتموّجة، لم يمتثل أبداً للمعنى الجغرافي الذي يوحي به، فقد راهن منذ البدء على المقاصد الثقافية والسياسية والدينيّة، ومن ثمّ ثبّت مجموعة من الصفات والخصائص العرقية والحضارية والدينيّة على أنها ركائز قارّة، تشكّل أسس هويته، وغذّى هذا الاختزال ولادة مفهوم حديث ذي طبيعة إشكالية هو«المركزية الغربية».
وتتجلّى إشكالية هذا المفهوم من أنه تقصّد أن يؤسس وجهة نظر حول «الغرب»، بناء على إعادة إنتاج مكوِّنات تاريخية، توافق رؤيته، معتبراً إياها جذوراً خاصة به، ومستحوذاً في الوقت نفسه على كل الإشعاعات الحضارية القديمة، وقاطعاً أواصر الصلة بينها و المحاضن التي احتضنتْ نشأتها، إلى ذلك تقصّد ذلك المفهوم، أن يمارس إقصاءً لكلّ ما هو ليس غربياً، دافعاً به إلى خارج الفُلك التاريخي الذي أصبح «الغرب» مركزه، على أن يكون مجالاً يتمدّد فيه، وحقلاً يجهّزه بما يحتاج إليه.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج