جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الرحلة رقم 370

الرحلة رقم 370

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2019
عدد الصفحات:
323 صفحة
الصّيغة:
24.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

وصلنا المطار قرابة التاسعة مساءً. أمطرت السماء كثيرًا طوال الطريق. ربما تودعنا، أو لعلها تحتفل بخروجنا، من يدري. على الأغلب لا تأبه بنا ولا بغيرنا. وجدنا المطار مزدحمًا كثيرًا. مسافرون من شتى الأجناس والأعراق. خمنت أن أغلبهم سياح جاءوا ليستمتعوا بالجو الاستوائي الدافئ.

نحن في شهر مارس في نهاية الأسبوع الأول منه. سيكون الجو مناسبًا عندما نعود إلى دبـي. كثيرون نصحونا أن نأجل سفرنا إلى الصيف فنهرب من الحر القائظ في الإمارات. ظروف عمل زوجي لا تسمح، ولم أشأ أن أضيّع فرصة السفر. من حسن الحظ فدرجة الحرارة في ماليزيا لا تتغير كثيرًا طوال العام مع انخفاض في هطول الأمطار في الصيف. كانت تمطر كثيرًا فترة زيارتنا وهو متوقع في هذا الوقت من العام. لم يزعجنا ذلك بل على العكس، إذ كنا نتعمد المشي في الطرقات عندما ينزل المطر. ستتفهمون ذلك عندما تعرفون أن معدل عدد أيام هطول الأمطار في دبـي لا يتجاوز اليومين أو ثلاثة في العام.

توقفنا في طابور طويل نسبيًا لتسليم الأمتعة واستلام بطاقات الصعود إلى الطائرة. ظننت أننا سنكون أول من يصل من ركاب الرحلة، ولكن كنت على خطأ.

نحن مسافرون على الخطوط الجوية الماليزية. دققت في وجوه الأشخاص الذين سبقونا واصطفوا أمامنا. يبدو أن أغلبية المسافرين معنا من الجنسية الصينية. يشبهون بعضهم كثيرًا، أو هكذا تهيأ لي. ابتسمتُ عندما خطر ببالي أنهم ربما يرونا نحن أيضًا العرب متشابهون كثيرًا. لمحتُ عائلة ماليزية أو إندونيسية وأفرادًا قلائل من الهند وأقل منهم أوروبيون. انتبهت إلى رجُلين اثنين تبدو سحنتهما شرق أوسطية. ربما كانا عربيين أو من إيران.

«ماما. لقد تعبت. لماذا هم بطيؤون جدًا هكذا؟» سألتني ريم بامتعاض غير مستغرب عليها فهي تتفنن في التأفف من كل شيء.

«ليسوا بطيئين كثيرًا وإنما عدد الركاب كبير. كما أننا لسنا في دبـي حيث يتم الانتهاء من جميع الإجراءات باستخدام تطبيق على الهاتف» أجاب يوسف.

تحرك الصف قليلاً. «أرأيتِ؟ ها هم تقبلوا انتقادك لهم واغتاظوا من تفضيل والدك دبـي عليهم، فباتوا ينجزون العمل بشكل أسرع» ابتسمتُ وسحبت حقيبتي الصغيرة ذات العجلات متقدمة إلى الأمام خلف يوسف الذي دفع عربة الحقائب.

بات الصف يتحرك بوتيرة أسرع بالفعل. انتهينا من وزن الحقائب وتسلمنا بطاقات الصعود إلى الطائرة بعد أن تحققت الموظفة المحجبة من وجود تأشيرات الزيارة الصينية في جوازات سفرنا.

توجهنا نحو البوابة C1. وجدنا جميع المقاعد وقد شُغلت بالمسافرين. بدأت ريم بالشكوى والتذمر من أنها قد تعبت من طول الوقوف ولابد أن تجلس وإلا فإنها ستفترش الأرض.

«ألا تتعبين من التذمر المتواصل؟ الطابور طويل. الحركة بطيئة. الجو رطب وحار. قدماي تؤلمانني. لقد جعت أريد أن آكل شيئًا. أنا عطشى أريد أن أشرب. رأسي توجعني. أريد أن أنام» توقفت لحظة ثم تابعت «أعانك الله يا أمي، كيف تصبرين عليها؟ مهمتك مرهقة حقًا. نحمد الله أنني لست مثلها هكذا» استغلت رغد الموقف بمكر. اكتفيت بالمتابعة مبتسمة ومترقبة لرد ريم.
عرض ١-١ من أصل ١ مُدخل.
Wafaa
Wafaa
٠٤، ٢٠١٩ سبتمبر
#ريفيو✍