جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
أسرار فتاة قاعة التشريح
تاريخ النشر:
2019
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
339 صفحة
الصّيغة:
34.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
لطالما كان المطر مصدرا لمشاعر مضطربة ومتداخلة في قلبي، مزيج غريب من الراحة النفسية والانقباض في آن واحد، شعور عميق بالضياع والاستسلام مع قليل من الكآبة وكثير من الرومانسية العذبة، أليست حياتنا كلها عبارة عن مزيج مجنون من كل هذه الأشياء.
لكن هذه المرة كانت مختلفة، المشاعر كانت أصفى وأنقى، ممتزجة ولكن بحدود فاصلة واضحة وعميقة مثل مزيج مضطرب لألوان مختلفة على لوحة سريالية، ولماذا قد تكون مختلفة؟ ألأنها المرة الأولى التي أشاهد فيها المطر في طوكيو؟ أو ربما لأني أشاهده، وأنا قد تجاوزت السادسة والثلاثين من عمري لأصبح أكثر نضجا وتأملا؟ كلما تقدم بك العمر تولي وقتا أكثر واهتماما أعمق بالتفاصيل التي كنت تمر عليها مسرعا عابثا وأنت في مقتبل العمر.
عندما نكون صغارا نحاول أن نعرف كل شيء، ونرى كل شيء، ونصل بأسرع وقت إلى أقصى ما تأخذنا به مخيلتنا، على جهل منا أننا يمكن أن نحيط بكل شيء بأسرع وقت، ولكن مع العمر نزداد يقينا أن العالم أكبر من أن يحيطه إدراكنا وخيالنا، وأننا ضيعنا لحظات مهمة في محاولة إدراك ما ينقصنا، متناسين ما هو موجود أصلا بين أيدينا، عندما نصل إلى هذه الحقيقة نصبح أكثر تأملا بالتفاصيل، نستلذ بملاحظة أدق التفاصيل واجترار أتفه الذكريات كما نستلذ بارتشاف الشاي الذي كنا نشربه على عجل سابقا.
إعطاء الوقت الكافي لتأمل دقائق الأمور أهم وأعظم من المرور على عشرات ومئات الأشياء بسرعة وبدون وعي، حتى وإن كلفنا ذلك تفويت إشباع حواسنا النهمة بكل ما في الحياة من خفايا.
وضعت رأسي على زجاج النافذة الواسعة من الطابق السادس في مستشفى جونتيندو، متأملا حبات المطر المتساقطة بسرعة، معانقة الأرض، متناثرة على طول الطريق، وكأنه انتحار جماعي لأتباع ديانة منسية.
أغمضت عيني، لعل ما أثار في نفسي كل هذه المشاعر، وجعلها واضحة ومنفصلة، وتتنازع خفقان قلبي هو هذه الموسيقى الناعمة، المنبعثة في أرجاء ممرات المستشفى، وكأنها تتفاعل مع دفقات المطر لتزيدها غموضا وسحرا، لست خبيرا بالموسيقى، ولكني أستطيع أن أميز عزف البيانو فيها، كان عزفا هادئا، منسابا كانسياب حبات المطر النازلة، وكانسياب النهر الجاري على امتداد الشارع المقابل. أغمضت عيني تاركا جبهتي تستقر على الزجاج البارد للنافذة، ولم أكد أشعر باليد التي أمسكت كتفي برفق.
– هل أنت بخير؟
خارجا من غيبوبتي، التفت إلى اليد التي تمسك بكتفي وأنا نصف مغمض العينين، كان الدكتور كينشي يبتسم بلطف.
– أجل أنا بخير، شكرا. لطالما أخذني المطر إلى عوالم أخرى بعيدة جدا.
نظر عبر النافذة على مد البصر: أجل وأنا أحب المطر أيضا، أحب أن أعزف على الغيتار بينما السماء تمطر.
ابتسمت: العزف شيء جميل، إذن سأضيفها إلى مجمل مهاراتك خارج مجال الطب.
– لست ماهرا جدا، ولكني أحب العمل تحت تأثير الموسيقى.
انتبهت من غفلتي وكأنما حاولت تدارك ما فاتني من الزمان.
لكن هذه المرة كانت مختلفة، المشاعر كانت أصفى وأنقى، ممتزجة ولكن بحدود فاصلة واضحة وعميقة مثل مزيج مضطرب لألوان مختلفة على لوحة سريالية، ولماذا قد تكون مختلفة؟ ألأنها المرة الأولى التي أشاهد فيها المطر في طوكيو؟ أو ربما لأني أشاهده، وأنا قد تجاوزت السادسة والثلاثين من عمري لأصبح أكثر نضجا وتأملا؟ كلما تقدم بك العمر تولي وقتا أكثر واهتماما أعمق بالتفاصيل التي كنت تمر عليها مسرعا عابثا وأنت في مقتبل العمر.
عندما نكون صغارا نحاول أن نعرف كل شيء، ونرى كل شيء، ونصل بأسرع وقت إلى أقصى ما تأخذنا به مخيلتنا، على جهل منا أننا يمكن أن نحيط بكل شيء بأسرع وقت، ولكن مع العمر نزداد يقينا أن العالم أكبر من أن يحيطه إدراكنا وخيالنا، وأننا ضيعنا لحظات مهمة في محاولة إدراك ما ينقصنا، متناسين ما هو موجود أصلا بين أيدينا، عندما نصل إلى هذه الحقيقة نصبح أكثر تأملا بالتفاصيل، نستلذ بملاحظة أدق التفاصيل واجترار أتفه الذكريات كما نستلذ بارتشاف الشاي الذي كنا نشربه على عجل سابقا.
إعطاء الوقت الكافي لتأمل دقائق الأمور أهم وأعظم من المرور على عشرات ومئات الأشياء بسرعة وبدون وعي، حتى وإن كلفنا ذلك تفويت إشباع حواسنا النهمة بكل ما في الحياة من خفايا.
وضعت رأسي على زجاج النافذة الواسعة من الطابق السادس في مستشفى جونتيندو، متأملا حبات المطر المتساقطة بسرعة، معانقة الأرض، متناثرة على طول الطريق، وكأنه انتحار جماعي لأتباع ديانة منسية.
أغمضت عيني، لعل ما أثار في نفسي كل هذه المشاعر، وجعلها واضحة ومنفصلة، وتتنازع خفقان قلبي هو هذه الموسيقى الناعمة، المنبعثة في أرجاء ممرات المستشفى، وكأنها تتفاعل مع دفقات المطر لتزيدها غموضا وسحرا، لست خبيرا بالموسيقى، ولكني أستطيع أن أميز عزف البيانو فيها، كان عزفا هادئا، منسابا كانسياب حبات المطر النازلة، وكانسياب النهر الجاري على امتداد الشارع المقابل. أغمضت عيني تاركا جبهتي تستقر على الزجاج البارد للنافذة، ولم أكد أشعر باليد التي أمسكت كتفي برفق.
– هل أنت بخير؟
خارجا من غيبوبتي، التفت إلى اليد التي تمسك بكتفي وأنا نصف مغمض العينين، كان الدكتور كينشي يبتسم بلطف.
– أجل أنا بخير، شكرا. لطالما أخذني المطر إلى عوالم أخرى بعيدة جدا.
نظر عبر النافذة على مد البصر: أجل وأنا أحب المطر أيضا، أحب أن أعزف على الغيتار بينما السماء تمطر.
ابتسمت: العزف شيء جميل، إذن سأضيفها إلى مجمل مهاراتك خارج مجال الطب.
– لست ماهرا جدا، ولكني أحب العمل تحت تأثير الموسيقى.
انتبهت من غفلتي وكأنما حاولت تدارك ما فاتني من الزمان.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج