كف القدر

يروى أن في بدايات الحضارة اليونانية وعند بزوغ شمس الفلسفة، كثرت السفسطة وشاع أولئك الذين يدعون الحكمة ويحتكرونها، فجاء سقراط وميز نفسه عنهم بقوله:
أنا لست حكيما.. أنا محب للحكمة، (أي فيلسوفا).
ونحن نرى في زماننا هذا، ومع ظهور مهنة الكتابة.. وجب علينا أن نفرق بيننا وبين من يدعون أنهم أرباب الكتابة، ونقول لهم مثل قولة سقراط..
أنا لست كاتبا.. أنا محب للكتابة.
كف القدر هي تلك الكف التي تصفعنا بالأحزان والمآسي حينا، ثم تمسح على صفحات وجوهنا بالمسرات والأفراح حينا آخر، هي التي تنبسط لنا وتمنحنا رغد العيش زمنا، ثم تشد علينا وتعصرنا بضيقه زمنا آخر..
تقبل ثم تدبر، تهش مرة وتقطب في أخرى، يطول عهدها على شأن، ثم تنقلب على حين غرة..
كف القدر هي تلك الكف التي لا تعرف المكان والزمان، وحكمتها جارية على كل زمان ومكان..
كف القدر هي كفنا، وقدرها هو قدرنا، وتلك مشيئة الله فينا..