جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الحفرة

الحفرة

المؤلّف:
تاريخ النشر:
2019
عدد الصفحات:
424 صفحة
الصّيغة:
34.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

حتى قبل دخوله إلى المنزل الريفي، يعلم غاري أن ما هو مُقْدم على كشفه سيكون بشعاً.

إنها الرائحة المقزِّزة الآتية عبر الباب المفتوح، والذباب الذي يئزُّ حول المدخل الخانق من شدة الحر، وإذا لم يكن هذا دليلاً على أن شيئاً ما غير طبيعي يتعلق بهذا المنزل -غير طبيعي بأسوأ الطرق الممكنة- فإن الصمت يؤكِّد ذلك.

توجد سيارة فيات بيضاء أنيقة قابعة على الطريق الفرعي الخاص بالمنزل، ودراجة هوائية تقف على مسندها خارج الباب الأمامي، وجزمة مطاطية مرمية عند المدخل تماماً. منزلٌ عائلي. ولكن، حتى عندما يكون منزل العائلة فارغاً فإن أصداء الحياة تظل تتردد منه. ولا ينبغي أن يقبع بثقلٍ مغلَّف بصمت سميك خانق ومنذر بالشر مثل هذا المنزل.

ومع ذلك، ينادي مجدداً: «مرحباً. هل يوجد أحد هنا؟»

ترفع شيريل يدها وتنقر بسرعة على الباب المفتوح. لقد أُغلق عند وصولهما لكنه غير مُقفَل. مرة أخرى، أمر غير طبيعي. صحيح أن آرنهيل قرية صغيرة لكن الناس، مع ذلك، يقفلون أبوابهم.

تصيح شيريل: «شرطة!»

لا شيء. لا صوتَ خطوةٍ خافتةٍ، ولا صرير، ولا حتى همسة. يتنهَّد غاري، مدركاً شعوره بالنفور من الدخول. ليس فقط بسبب رائحة الموت النتنة، بل بسبب شيء آخر أيضاً؛ شيء غريزي يحثُّه على الاستدارة على عقبيه والمغادرة فوراً.

تنظر شيريل إليه رافعةً، بتساؤل، أحد حاجبيْها الرفيعيْن ثم تقول: «حضرة الرقيب؟»

ينظر غاري إلى رفيقته التي لا يتعدّى طولها 162 سم ولا يصل وزنها إلى حافة الـ 50 كغ. إنه يبدو، بطوله البالغ 183 سم ووزنه الذي يتجاوز 120 كغ، مثل بالوو بالنسبة إلى بامبي (شيريل) الرقيقة -من ناحية المظهر على الأقل. أما فيما يتعلق بالشخصية، فمن الممكن القول بسهولة إن غاري يبكي عند مشاهدة أفلام ديزني.

يعطيها إشارة صغيرة متجهِّمة ثم يدخل الاثنان إلى المنزل.

كانت الرائحة القوية المنفِّرة لتفسُّخ كائن بشري أشدَّ من أن تُحتمَل. يبلع غاري ريقه محاولاً التنفُّس من فمه، ومتمنياً لو أن شخصاً آخر -أي شخص آخر- كان بوسعه تولِّي هذه المهمة. تُغطِّي شيريل أنفها بيدها وملامح الاشمئزاز بادية على وجهها.

هذه المنازل الريفية الصغيرة نمطية إلى حد ما من ناحية تصميمها. مدخل صغير، وسلَّم على الجهة اليسرى، وغرفة جلوس على الجهة اليمنى، ومطبخ صغير في المؤخرة. ينعطف غاري نحو غرفة الجلوس ويدفع الباب فينفتح.

سبق لغاري أن رأى جثثاً من قبل. فتى صغير دهسته سيارة وهرب سائقها. مراهق سحقته ماكينة زراعية. كانت حالات فظيعة، بالطبع، وكان من الممكن تفاديها حتماً، لكنه يقول في نفسه ثانيةً: هذا بشع. بشع جداً.

تقول شيريل بصوت هامس: «اللعنة». لا يستطيع غاري نفسه التعبير عما يراه بشكل أفضل من ذلك.
لم يتم العثور على نتائج