جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
عازب حي المرجان
تاريخ النشر:
2016
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
195 صفحة
الصّيغة:
37.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
"لماذا أرجع هذا الشعور الذي ينتابني إلى سبب خارجي، لماذا لا يكون مصدره من داخل نفسي المضطربة، وقادم من دهاليزها الغامضة. ولعله بسبب الحلم الطويل الذي رأيته ولم أعد أذكر منه تفاصيل أخرى غير خيال عباس وهو يعانق عروسته الفاتنة، تشبه إلى حد كبير حبيبته ""مليكة""، في مكان لم أره من قبل، لا صنو لجماله. رأيتهما في لباس الفرح، مبهرين مثل شجرتي صنوبر مصقولتين من الذهب والفضة، تلمعان بألف نور. ويشع الحبُّ من عيونهما فيلفّ بالفرح كل من حولهما. ربما شعرت بالأسف أن يكون عباس قد تزوج فعلا ولم يخبرني. أو ربما جلب لي ذلك حينها الإحساس بالضياع، أو الغيرة والحيرة عند الإدراك بأنني العازب الوحيد المتبقي من ثلّة الأصدقاء. أو.. ربما لشيء آخر تماما أجهله. على أية حال سأعمل جاهدا على اكتشاف كنهه قريبا.
أرقبه. أقف بين المنتظرين الكثيرين، المتكئين على شباك المرسى العريض من الميناء. يتزاحمون في حبور، ثم يصلبون قاماتهم، وهم يمدونها نحو الأعلى. وهم يحاولون الوقوف على أطراف أصابعهم. تنفرج أسارير وجوههم على ابتسامات بديعة، ترسم الفرح، ويفوح منها عطر الشوق، فلا تخطئه الحواس. يلوحون بأذرعهم عاليا. عاليا بقوة السعادة الدافعة، إلى أن تترنح أجسادهم من سحر اللهفة. يشيرون بسباباتهم لحظة تتبين لهم ظلال أحبتهم من بعيد. في البدء يتعرفون على علامة ما تدل على عزيز لهم. مثل نجمة تدل على الأفق. تدل على خيال محبوب لهم يلوح في البعد، بعد أن عذبهم الشوق إليه طويلا. تتجلى ملامحه أكثر فأكثر بينما هو يقترب شيئا فشيئا. قادما بشغف نحو أذرعهم المفتوحة على آخرها، ثم يرتمي في أحضانهم الدافئة. تمتزج الضحكات المغردة والقبل الخاطفة بدموع الفرح أحيانا. تختلط الأسماء المنادى عليها، وتتطاير في فضاء المكان مثل عصافير ملونة."
أرقبه. أقف بين المنتظرين الكثيرين، المتكئين على شباك المرسى العريض من الميناء. يتزاحمون في حبور، ثم يصلبون قاماتهم، وهم يمدونها نحو الأعلى. وهم يحاولون الوقوف على أطراف أصابعهم. تنفرج أسارير وجوههم على ابتسامات بديعة، ترسم الفرح، ويفوح منها عطر الشوق، فلا تخطئه الحواس. يلوحون بأذرعهم عاليا. عاليا بقوة السعادة الدافعة، إلى أن تترنح أجسادهم من سحر اللهفة. يشيرون بسباباتهم لحظة تتبين لهم ظلال أحبتهم من بعيد. في البدء يتعرفون على علامة ما تدل على عزيز لهم. مثل نجمة تدل على الأفق. تدل على خيال محبوب لهم يلوح في البعد، بعد أن عذبهم الشوق إليه طويلا. تتجلى ملامحه أكثر فأكثر بينما هو يقترب شيئا فشيئا. قادما بشغف نحو أذرعهم المفتوحة على آخرها، ثم يرتمي في أحضانهم الدافئة. تمتزج الضحكات المغردة والقبل الخاطفة بدموع الفرح أحيانا. تختلط الأسماء المنادى عليها، وتتطاير في فضاء المكان مثل عصافير ملونة."
إضافة تعليق
عرض ١-١ من أصل ١ مُدخل.
اميرة زوجي
٢٨، ٢٠٢٣ مارس
رواية في القمة