جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
شعر هذه الأيام
تاريخ النشر:
2016
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
230 صفحة
الصّيغة:
17.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
هناك بعض الملاحظات التمهيدية التي يحسن استحضارها بتركيز شديد فبل أن نلقي نظرة ولو سطحية عابرة على ملامح الواقع الشعري كما يتجلى في إنتاج هذه الأيام ، من أبرزها أن الشعر تنازل تدريجيا خلا العقود الأخيرة من القرن العشرين عن الوظيفة النهضوية والإعلامية التي تصدى لها منذ مطلع النهضة ، ناهيك عن بقية الوظائف الإجتماعية و الثقافية التي تضاءلت بحكم تطور خطابه قبل ذلك ، بحيث بحيث لم يتبقى له اليوم من الحياة العامة سوى بعض الهوامش السياسية والغنائية وانصرف معظم الشعراء لطرح رؤاهم لذواتهم الفردية وعوالمهم الداخلية. وترتب على هذه النقلة الحداثية فقدان الشعر لهيمنته على خطاب المحافل والمجتمعات ، خاصة منذ ضمور العرق الأيدولجي في تكوينه واعتصامه بالطابع الفردي المكتوب ، وإن ظل الشعر المغنى هو الذي يمثل الحبل السري الواصل بين المبدع وملايين المتلقين على تراوحه بين الصياغة الفصيحة حينا والعامية في معظم الأحيان ، وذلك قبل أن تفقد اللغة الملحنة دورها المحوري في التشكيل الغنائي ، لتحل محلها الان حمى الجسد والحركة في التعبير عما كانت تحتشد به الكلمات قبل عصر الصورة من مواجد وأشواق و إيحاءات ، بحيث دخلت لغة الجسد منافسة ضارية للغة الشعر وبديلا مرغوبا فيه كثير من الأحيان ، وإذا استبعدنا موجة التحنان والنستالجيا في العصر الرومانسي وبقاياها في الغناء المعاصر فلابد أن نعترف بأنه مهدد بمنافسة الصورة التي تدمغ طابع هذا العصر وتسحب البساط من تحت الشعر.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج