معاودة التفكير في التربية المقارنة

التعليم –وكما هو مشهور –نظام اجتماعي يعمل في الحاضر ويعد للمستقبل، بل يمكن القول إنه المستقبل؛ ففيه ومن خلاله يمكن ان نرى مستقبل الإنسان والوطن معا. وتربية المواطن وتعليمه غاية نبيلة وواجب على كل مجتمع يسعى للبقاء والنماء والاستقرار والصمود أمام المتغيرات العالمية الكاسحة في زمان تلعب التكنولوجيا الرقمية دورا ملحوظا في نقل المعارف والأفكار والعادات والتقاليد بل وأشكال الثقافة المتعددة لأركان الدنيا دون توقف وبسرعة فائقة. حقا، يتطلع الجميع إلى التربية والتعليم وما ينتمي إليهما من وسائط ومحتوى متوسلين بهما للحفاظ على الهوية الوطنية وما يميز المجتمع من عادات وتقاليد وأنماط سلوك مقبولة ومميزة لمجتمعهم حافظ عليها واستمرت عبر القرون تُعطيه ملامح ثقافية تجعله مجتمعا مختلفا عن غيره. ومن هنا يأتي الاهتمام بالتعليم والمدرسة ووسائط تربية وتكوين الإنسان المتنوعة؛ ومن ثم يختلف كل مجتمع عن الآخر ويتميز نظام تعليمه وما يقدمه للناشئين وكافة المتعلمين. وما يزال التعليم بكل مؤسساته يلقى اهتماما قويا من الحكومات والأفراد معا لما له من أهمية في مجتمعات باتت توصف بأنها مجتمعات معرفة.
والتعليم ساحة من الساحات العالمية التي يشتد التنافس فيها بين الدول وتظهر النتائج السنوية التي توضح ترتيب أفضل الجامعات عالميا على سبيل المثال كما تظهر الجداول التي تعكس تفوق تلاميذ المدارس في المواد المحددة المقرر اختبار تلاميذ الدول المتنافسة فيها مثل الرياضيات وغيرها في المجتمعات المختلفة في الاختبارات العالمية مثل البرنامج الدولي لتقويم الطلاب PISA)) وغيره كما هو مشهور.