قصص تشيخوف القصيرة

يقدم هذا الكتاب باقة واسعة من القصص القصيرة التي كتبها أنطون تشيخوف، تتنوع بين الفكاهة المريرة والسخرية الاجتماعية والتأملات الإنسانية العميقة. ففي «رسالة إلى جاري العالِم» يكتب رجل بسيط إلى عالم مجاور يعاتبه على أفكاره العلمية بصورة ساخرة. أما «فرحة» و«مزحة» فيقدمان مواقف طريفة تكشف كيف يمكن لفرح عابر أو مزحة صغيرة أن تغيّر حياة أبطالها. تحكي «وفاة موظَّف»، «البَدين والنَّحيف» و«الحرباء» قصص موظفين عاديين وشخصيات متقلّبة تُسلط الضوء على النفاق والجبن وسلطة الروتين. نقرأ في «حُلة النقيب» و«جهاز العروس» عن التقاليد والحياة العسكرية وتأثيرها في الأفراد، بينما تصور «المصيبة» و«دموع لا يراها العالِم» الألم المكتوم خلف مظاهر البهجة. ويمتد التنوع ليشمل قصصًا عن الأطفال («الصبي الشرير»، «الصبيان»، «الأطفال»)، وعن حب بريء مثل «فانكا» و«وحشة»، وعن علاقات غرامية مثل «أنيوتا» و«الزوج». تتخلل المجموعة مشاهد من الريف الروسي، وصورًا من حياة المثقفين والموظفين والتجار، لتكشف عن تناقضات المجتمع والاختلافات الطبقية. وما يربط كل هذه الحكايات هو قدرة تشيخوف على التكثيف، إذ يعبّر في صفحات قليلة عن مشاعر إنسانية عميقة وأفكار نقدية حول الواقع، ويجعل القارئ يبتسم ويتألم في آن واحد.