المرجع في الإيداع والابتكار

الإبداع والابتكار ليس حكرا على أحد، فالحمد لله الذي لا يوّرث الابتكار ولا الموهبة ولا الإبداع، وإن كانت هناك عوامل وراثية قد تتحكم في الموهبة وقد تؤثر على الذكاء، فإننا نجدها شبة منعدمة في الابتكار و الإبداع الذي يعتمد على الفكر والعمل والعلم، نعم، الإبداع والابتكار يعتمد علي العلم وعلى العمل وعلى الفكر وعلى القراءة والمعلومات، فالبيئة تساعد المبتكر على أن يبتكر، والعلم يساعد المبتكر على تطوير ما أنجزه، والعمل هو وسيلة المبتكر للوصول إلى ابتكاره، أما الفكر والقراءة فهما الأساس الراسخ والتخطيط المنظم للوصول إلى الابتكار المراد تنفيذه.
الإبداع والابتكار لا حدود له تحده وتقلل من انتشاره.. فهو يبدأ ببساطة شديدة، وفي صورة مُبسطة للغاية، فمثلاً، الذي يُكَيف حياته مع ظروفه الاجتماعية والإنسانية والعلمية والدراسية والمادية مُبتكر ومُبدع، والذي يبتدع نظاما جيدا للمذاكرة وللاستيعاب مبتكر، والذي ينظم وقته ما بين الجد واللعب مبتكر، والذي يتفنن في عزف الموسيقى ويقدم الجديد فيها مبتكر ومُبدع، والذي يمسك ريشته ويُبدع من خلال الأشكال والألوان فهو مبتكر ومُبدع، والذي يبدع من خلال قلمه يعتبر مبتكراً ومبدعاً، والذي يجيد استخدام بيئته أيضاً مبتكر ومُبدع، والذي يصنع الأشياء الجميلة لابد وأن يكون مبتكراً ومخترعاً أيضاً، فالابتكار والإبداع لا حدود لهما ولا وطن لهما.