تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة - دراسة في علم الاجتماع التاريخي

هذا الكتاب هو الجزء الأول من ثلاثة أجزاء لكتاب واحد. موضوعة محاولة علمية لتقضي أسباب سلوكيات مرضية تسود المجتمع المصري حكاما ومحكومين! تمثلت في تراث سيئ تراكم خلال أكثر من ألف وثلاثة مائة عام من القهر والإذلال، وليس البحث في هذا بهدف جلد النفس، أو إسداء النصح، فلا نحن مرضي حتي نفعل الأولي، ولا نحن لدينا الأمل الذي يجعلنا نزجي النصح!
لكن مواجهة هذا المجتمع بتعريته دون مواربة أو خوف، تصبح فريضة واجبة علي من يشتغلون بعلم التاريخ الاجتماعي الذي ينتمي هذا البحث إلية، ولعلة أول إسهام في هذا السبيل، فنحن متدينون، لكننا نفرغ الدين من محتواه، ولدينا قيم خلقية هي شعارات ومأثورات دون أن يتبدى هذا في سلوكنا، وبيننا جميعا – كمجتمع- عقد غير مكتوب، أو اتفاق جنتلمان علي تبادل الكذب والنفاق دون أن نكاشف بعضنا بأننا نكذب!
ولعلنا جميعا نلاحظ تعاظم التذرع بالمظاهر الدينية في الملبس والشعائر وما إلي ذلك. لكن تعاظم كافة ألوان الفساد والانحراف الاجتماعي أكبر!
الكل يقول: الحكومة سيئة، ولكن الكل لا ينتبه إلي أن الشعب في الحقيقة أسوأ
نقاسي من الطفاة ونحن نصنعهم، ونرمي الآخرين بالفساد والانحلال، ولا نتوقف أمام فسادنا. أمة تنصاع للقانون ولا تفوت فرصة لا ختراقه .
ونهتف لطغاتنا في حاضرهم، ونلعنهم بمجرد الرحيل فلا يبقي بيننا مثل ولا قدوة. نخاف أن يضبطنا الآخرين متلبسين بآثامنا، ولا نخجل من ضبط أنفسنا متلبسين، نخاف بعضنا ولا نخاف الله "نخاف ما نختشيش"