أسرار وحقائق حول العقم

ارتبط مفهوم العقم في الأذهان بأفكار مغلوطة، أبرزها اعتباره مرادفًا للضعف الجنسي، أو أنه مشكلة تخص المرأة وحدها. لكن الحقيقة العلمية تفصل بين العقم والقدرة الجنسية؛ فقد يكون الرجل قادرًا على أداء الجماع بشكل طبيعي لكنه غير قادر على إخصاب البويضة، كما قد تكون المرأة مهيأة تمامًا لاستقبال الحمل لكنها تعاني من مشكلات تعيق حدوثه. إن العقم ليس مجرد حالة تخص أحد الزوجين دون الآخر، بل هو نتيجة لاختلال أحد الشروط الثلاثة الأساسية لحدوث التلقيح: إنتاج الرجل لحيوانات منوية قادرة على الإخصاب، وإنتاج المرأة لبويضة قابلة للتلقيح، ونجاح أحد الحيوانات المنوية في تخصيب البويضة داخل الجهاز التناسلي الأنثوي.
إحدى المفارقات التي زادت من تعقيد فهم العقم في العصر الحديث هي انتشار وسائل منع الحمل، حيث بات من الصعب التمييز بين حالات العقم الفعلية وحالات تأخر الإنجاب الناتجة عن الاستخدام المطول لهذه الوسائل. كثير من الأزواج قد يكونون غير قادرين على الإنجاب، لكنهم يلجؤون لمنع الحمل دون وعي بحالتهم، مما يجعل الدراسات حول نسبة العقم أكثر تعقيدًا. ومع ازدياد تأثير العوامل البيئية وأنماط الحياة الحديثة، باتت هذه المشكلة تأخذ أبعادًا جديدة، مما يستدعي إعادة النظر في طريقة التعامل معها وفهمها بعيدًا عن التفسيرات التقليدية المبسطة.