نهضة الصين.. مقاربات في التنمية والمجتمع وبناء المستقبل

في التَّاسع من أيلول (سبتمبر) 2019 غادرتُ بلدي سوريا ودخلت الصِّين. لم يكن الأمرُ سهلاً. فقد جئتُ طالبةً العلمَ والأمانَ في بلادٍ يُضْرَب المثَل بِبُعدها عن بلادنا، إذ يُقال لطُلّاب العلم عندنا: “اطلبوا العلمَ ولو في الصِّين”.

دخلتُ تلك البلادَ مُتَردّدةً خائفة، أخشى كُلَّ ما فيها لأنَّه يمثّل المجهول، مؤمنةً أنَّه مع كُلّ عثرة تُخْلَق فرصة، وفي كُلّ محنة لا بدَّ من وجود عبرة. وبعد أن أمضيتُ في الصين سنواتٍ عدة، فإنَّني تعلّمْتُ كثيراً. وأهمُّ ما تعلّمتُه الوصفة الصِّينيَّة في الانتماء إلى العالم، بعيداً عن الحدود القوميَّة للدول؛ إنه الانتماء للإنسان.

لقد حاولْتُ في هذا الكتاب تقديمَ الصِّين من جوانبَ متعددة، قد تكون بِمنزلة عِبَرٍ ودروس لنا في البلدان النامية، وأملي من خلالها أن أستنهضَ في الشرق العربي ما رأيتُه من تجارُبَ في الشَّرق الأقصى الصَّاعد.