جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الأبحاث العلمية

الأبحاث العلمية

قوة صامتة

تاريخ النشر:
2025
عدد الصفحات:
201 صفحة
الصّيغة:
109.99 ر.س

نبذة عن الكتاب

"بفضل البحث العلمي، أصبحنا قادرين على التعرف على المشاكل وابتكار الحلول والتوصل إلى أفكار جديدة في كل جانب من جوانب الحياة. تبدأ جميع أنواع البحث العلمي كفرضيات وملاحظات، إلى أن يتم تطويرها إلى نتائج وخطط لمزيد من التطوير. من الإنجازات الطبية إلى اكتشاف طرق جديدة لبناء النماذج الموجودة من أجل تحسين أنفسنا والعالم الذي نعيش فيه، نحتاج إلى استخدام أنواع واساليب مختلفة من البحث العلمي.
خلال سنواتها الأولى، كانت اليابان مثل الدول الآسيوية الأخرى، ولم تكن شيئاً مقارنة بالولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى التي تطورت خلال بداية العصر الصناعي. لحسن الحظ، كان لديها مواطنون مبتكرون وأذكياء بدأوا في تطوير الصناعة الصناعية في بلادهم. فهي على دراية بتطور الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وقالو لنفسهم أننا لسنا بحاجة إلى الاعتماد على تلك الدول الغربية ولا نحتاج إلى الدول الغربية لاستعمار بلادنا والسيطرة علينا من أجل التطور مثل ما فعله الأمريكيون بالفلبين، وفعله البريطانيون بماليزيا وسنغافورة، وفعله الفرنسيون بفيتنام. ولهذا السبب، فإن ما فعلوه هو تعزيز بلادهم لكي تكون على قدم المساواة مع الدول القوية خلال فترة الحرب العالمية. أدى إعطاء الأولوية لتنمية بلادهم خلال فترة الحرب العالمية إلى أن تصبح أقوى دولة خاصة في شرق آسيا.
مع نضوج اقتصادها في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، تحولت اليابان تدريجياً بعيداً عن الاعتماد على البحث الأجنبي. وأصبحت قدرة اليابان على إجراء البحث والتطوير بشكل مستقل عاملاً حاسماً في تعزيز القدرة التنافسية للأمة. وفي وقت مبكر من عام 1980، أعلنت وكالة العلوم والتكنولوجيا اليابانية وهي أحد مكونات كانتي (مكتب رئيس الوزراء) عن بداية ""عصر الاستقلال التكنولوجي لليابان"".
وبحلول عام 1986، أصبحت اليابان تخصص نسبة أعلى من ناتجها المحلي الإجمالي للبحث والتطوير مقارنة بالولايات المتحدة. وفي عام 1989، كان ما يقرب من 700 ألف ياباني منخرطين في البحث والتطوير وهو عدد أكبر من عدد الفرنسيين والبريطانيين والألمان الغربيين مجتمعين. وفي الوقت نفسه، كانت اليابان تنتج مهندسين أكثر من أي دولة باستثناء الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. ولوحظت اتجاهات مماثلة في استخدام الموارد الرأسمالية. لقد أنفقت اليابان 39.1 مليار دولار أمريكي على البحث والتطوير الحكومي والخاص في عام 1987، وهو ما يعادل 2.9% من دخلها القومي (أعلى نسبة في العالم). ورغم أن الولايات المتحدة أنفقت حوالي 108.2 مليار دولار أمريكي على البحث والتطوير في عام 1987، إلا أن 2.6% فقط من دخلها كان مخصصاً لهذا الغرض، مما جعلها في المرتبة الثالثة بعد اليابان وألمانيا الغربية.
كما زادت سمعة اليابان في الأصالة. فمن بين 1.2 مليون براءة اختراع مسجلة في جميع أنحاء العالم في عام 1985، كان 40% يابانيين، وحصل المواطنون اليابانيون على 19% من 120,000 طلب براءة اختراع تم تقديمها في الولايات المتحدة. وفي عام 1987، كان حوالي 33% من براءات الاختراع المتعلقة بالحاسوب في الولايات المتحدة يابانيين، وكذلك 30% من براءات الاختراع المتعلقة بالطيران و26% من براءات الاختراع المتعلقة بالاتصالات.
وفي الشأن الفلسطيني، وعلى مدار أكثر من سبعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الإبادة الجماعية، والدمار الهائل للبنية التحتية وسياسة التجويع، ومع ذلك يواصل الاتحاد الأوروبي الشراكة مع مؤسسات الاحتلال الإسرائيلية في إطار برنامج ""الأفق""، وهو برنامج يمول البحوث والابتكار بتوجيه مبالغ ضخمة من الأموال العامة منذ عام 1996.
وتظهر البيانات التي جمعتها المفوضية الأوروبية وحللتها قناة الجزيرة أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منح الاتحاد الأوروبي مؤسسات الاحتلال أكثر من 238 مليون يورو (250 مليون دولار)، بما في ذلك 640 ألف يورو (674 ألف دولار) لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلي (Israel Aerospace Industries) وهي شركة رائدة في تصنيع الطائرات والفضاء الجوي وتزود جيش الاحتلال. إن التكنولوجيا التي يمكن أن تخدم الاستخدامات المدنية والعسكرية على حد سواء ــ ما يسمى ""الاستخدام المزدوج"" ــ قد تكون مؤهلة للحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي طالما كان الهدف المعلن مدنيا ولكن عندما قُتل نحو 40 ألف شخص في الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال مؤخراً ضد الفلسطينيين في غزة، تقدم أكثر من 2,000 أكاديمي أوروبي و45 منظمة بطلب إلى الاتحاد الأوروبي لإنهاء كل التمويل للمؤسسات الاحتلال الإسرائيلية، قائلين إن إطار هورايزون لعب ""دورا حاسما في تقدم التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية"" من خلال نقل المعرفة إلى صناعة الدفاع. وقالت العريضة: ""إن مخططات التمويل هذه تدعم بشكل مباشر المشاريع التي تعمل على تطوير القدرات العسكرية والأسلحة الإسرائيلية. نظرا لحجم ومدة وطبيعة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، فلابد من تعليق مشاركة المؤسسات الإسرائيلية في برامج البحث والتعليم الأوروبية"".
ولذلك أعتقد بوجود نقاط مشتركة عديدة بين اليابان ودولة فلسطين، من ناحية الموارد المتاحة وقوة إصرار الشعوب وتحويل العوائق إلى فرص ذهبية، نعم شعوب ذو إرادة فولاذية وقدرات عجيبة على الخروج من الأزمات، معاني الانكسار والتحطم خارج قواميسها. فبعد الحروب المؤلمة التي تعرضت لها اليابان، تعلموا هذه الدروس بالحيادية وتجنب الصراعات قدر الإمكان وتفضيل الأولوية في تنمية بلدهم من خلال توفير التعليم المجاني. على الرغم من أن نقطة ضعفهم المعروفة هي أن بلادهم معرضة للكوارث الطبيعية، إلا أنهم قبلوا ذلك من خلال الاستثمار وبناء البنى التحتية المخططة جيداً والتي لن تتضرر بسهولة في أوقات الكوارث الطبيعية غير المتوقعة. لقد واجهوا تحديات مثل الركود والانهيار في اقتصادهم، لكن ذلك لم يمنعهم من التطور والنهوض من التحديات التي واجهوها. يُعزى تقدم اليابان إلى عدة عوامل رئيسية، سأذكر اثنين لهم صلة بالبحث وهي كالتالي:
نظام التعليم: تتمتع اليابان بنظام تعليمي يحظى باحترام كبير ويؤكد على الانضباط والعمل الجاد والتفكير النقدي. وتحتل البلاد باستمرار مرتبة عالية في التقييمات الدولية في العلوم والرياضيات ومحو الأمية.
الابتكار التكنولوجي: تركز اليابان بشدة على البحث والتطوير. وتستثمر الحكومة والقطاع الخاص بكثافة في التكنولوجيا والابتكار، مما يؤدي إلى تحقيق اختراعات في مجالات مختلفة، بما في ذلك الروبوتات والإلكترونيات وصناعة السيارات.
وفي المقابل رغم كثافة التّحديات التي تلتفُّ حول الفلسطيني ودولة فلسطين، إلاّ أنه لم يُصَبْ بداء العجزِ أو الاستسلام، بل على العكس من ذلك فقد امتشقَ سلاحَ العِلم، ليُصارعَ به مصفوفةَ الإقصاء، والتهميش، والتجهيل، التي يُمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحقِّ الفلسطينيين. شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في عدد المنشورات البحثية الفلسطينية، خاصة في مجالات الطب والهندسة والعلوم الاجتماعية. حيث أظهرت الإحصائيات زيادة متوسطة بنسبة 21% في عدد المنشورات المفهرسة في قاعدة بيانات Scopus بين عامي 2018 و2023، وزيادة في الاستشهادات، حيث حصلت الأبحاث الفلسطينية على معدل استشهادات يبلغ 1.71، وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 1%.
هي أرض الأنبياء، فمعظمهم عليهم السلام عاشوا وماتوا عليها، واستُشهدوا فيها. في هذه القطعة من الأرض، المسجد الأقصى وهو ثاني مسجد على ظهر الأرض، وفيها كنيسة القيامة أقدم كنيسة بالعالم. جعل الله على أرضها كثيراً من المعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين كأجنادين، وبيسان، وحطين، وعين جالوت، وخصها بخصائص فريدة لا تجتمع في غيرهما من أراضي المسلمين. فهي بقعة تمييز بالانفراد لما تملكه من تجمع أديان وثقافات مختلفة، وشعب أسطوري مناضل ضحى بدمائة الغالية لمدة تفوق السبع عقود والتي تعتبر أطول وأشرس مواجهة ضد الأنسانية بالعصر الحديث. فهم يكتسبون ويعيشون في مركزية علمية، ثقافية، دفاعية، زراعية، تكنولوجية وغيرها الكثير من المجالات الأكثر تفوقاً في العالم وسيكون أرث فلسطيني يفتخر به أمام الأمم في مجالات البحوث العلمية وغيرها.
فالأبواب الخمسة التالية من هذا الكتاب تقدم لمحة وجانب متواضع عن عالم البحوث العلمية:
 البحث العملي وموقعنا منها
 كيفية الحصول على المعرفة
 الأنظمة والثقافة والمعايير
 الميزانية والتأثيرات الخارجية
 مستقبل البحث العملي
واخيراً، يختم الكتاب بكلمة أخيرة، وحالات للدراسة للمبادرات المستقبلية في البحوث العلمية. ونأمل من الله العلى القدير التوفيق لطرح هذه المادة المتواضعة. واللهم صلى على محمد وآل محمد."
لم يتم العثور على نتائج