السينما العربية.. أطياف وأحلام

شهدت السينما العربيّة في السنوات الأخيرة حراكًا غير مسبوق على صعيد الكمّ الإنتاجيّ، والاستثمار في مجال التوزيع، وتشييد صالات عرض حديثة بدأت في الانتشار على أنقاض دور السينما الشعبية في العديد من الدول، ملبّيةً شروط ومتطلَّبات تقنيات العرض السائدة في كبرى العواصم والمدن العالميّة. وتسارعت التحولات السينمائيّة، بفعل تنامي القوة التكنولوجيّة لوظيفة كاميرا الفيديو الرقميّة، وشروع مجموعةٍ من الخريجين الشباب في اختيار صناعة الأفلام باعتبارها فرصة عمل لهم، بحيث نجح عدد منهم في صوغ الكثير من الأفكار والرؤى، وعرض القصص المستمدة من الموروث في أعمال لافتة، بعد نجاحهم في الحصول على إمكانات تمويليّة عبر صناديق متخصصة فرضتها التحولات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة السائدة في المنطقة، وظهور ما يسمّى "حوار الشمال والجنوب"، وانتشار مؤسسات الدعم السينمائيّة نتيجة لمبادرات المجموعة الأوروبيّة الهادفة لتشجيع السينما المستقلة، إلى جانب برامج ومشاريع الورشات والدورات التدريبيّة التي تعقدها مؤسسات وأكاديميات وجماعات عربيّة وعالميّة في إطار التعاون المشترك لرفد الثقافة الإنسانيّة بصنّاع أفلام مزوَّدين بمعرفة دراميّة وفكريّة وبصريّة.