جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
صهر الوعي أو في إعادة تعريف التعذيب...
تاريخ النشر:
2022
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
107 صفحة
الصّيغة:
12.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
في هذا الكتاب يكتب المناضل الفلسطيني الأسير "وليد نمردقة" المولود عام 1961 دراسة هامة عنونها بـ "صهر الوعي: أو في إعادة تعريف التعذيب" قدم لهذه الدراسة د. "عزمي بشارة" بمقال عنونه بـ "السجن كصورة مصغرة عن الوطن"، حيث التقى الأسير قبل أربعة عشر عاماً في غرف الزيارة في العديد ...من السجون الإسرائيلية، وباتت ظروف هذه الدراسة التي كتبها مناضل وهو في الأسر، وعلاقة د. بشارة به جزءاً من موضوع البحث.يقول الدكتور عزمي بشارة: "وللكتابة عن السجون حساسية لا يدركها إلا من عاشها فالأسرى منشغلون بأدق التفاصيل، تستحوذ عليهم أمور تبدو من خارج السجن قليلة الأهمية، ولكنها تبدو مصيرية للأسير...".
ويعتبر أن "السجن كان دائماً مدرسة في الصمود، وفي تعلم الانضباط وتجذير أصول التنظيم، وصقل القيم وفولذة الإرادة من خلال التحكم بالغرائز (...) لقد أصبح السجن حالياً مؤسسة داخلية للاستفراد بجيل كامل من الشباب الفلسطيني لغرض إعادة تشكيل وعيه (...) صارت سلطة السجن تسمح بمد كافة الجسور الممكنة لكي تنتقل أمراض المجتمع المأزوم، وإحباطات الحركة الوطنية الفلسطينية المأزومة إلى السجن...".
وهنا تبدأ دراسة "وليد نمردقة" فهي لم تتعرض لمرحلة الاعتقال التي تسبق السجن فقد خلف الكاتب حياة المعتقل وراءه قبل ما يقارب الخمسة والعشرين عاماً قضاها في الأسر، فهو لم يعتبر قضية الأسرى قضية الفلسطينيين الأولى، بل اعتبر قضيتهم الأولى قضية فلسطين، وهي قضية الأسرى الأولى، من أجلها أسروا أصلاً ولم يفهم إطلاق سراح الأسرى بديلاً عن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، أو للتغطية على تنازلات سياسية، بل فهم أنه يجب أن يجري في خضم النضال؛ "فلم يعد الجسد الأسير في عصر ما بعد الحداثة هو المستهدف مباشرة، وإنما المستهدف هو الروح والعقل"، "والهدف الذي ندعي بأنه يريد تحقيقه هو إعادة صياغة البشر وفق رؤية إسرائيلية عبر صهر وعيهم، لا سيما صهر وعي النخبة المقاومة في السجون"؛ وبالتالي تصبح دراسة حياة الأسرى كعينة مصغرة عن حياة المواطنين في الأراضي المحتلة يُمكنها تبسيط الصورة وإيضاحها لفهم المشهد الفلسطيني برمته.
"إنهم يواجهون تعذيباً ليس بمقدورهم تحديد شكله ومصدره، وهذه الدراسة صرخة تحاول أن تقول: افعلوا شيئاً قبل فوات الأوان، إن مهمة كشف ما يجري في السجون وتوضيحه للرأي العام في إطار تعريف جديد للتعذيب، هي مهمة لجان حقوق الإنسان ولجان الأسرى؛ فالقضية المطروحة ليست قضية حقوقية أو إنسانية وإنما هي سياسية بالدرجة الأولى".
وفي هذه الدراسة يستند الباحث "وليد نمردقة" في تعليله لأدوات الرقابة والتحكم على نظريات "ميشيل فوكو" حول السجون والمصحات العقلية، كما استند إلى نموذج في استراتيجية الصدمة التي اقترضته "ناعومي كلاين" من استراتيجية علنية في تجارب الطب النفسي في مرحلة معينة من تطوره لفهم نمط إمبريالي في معالجة المجتمع ككل.
وهنا ينتقد الكاتب لجان حقوق الإنسان وجمعيات الدفاع عن الأسرى بصورة عامة والفلسطينية منها بصورة خاصة، كونها ما زالت لا تقدم أي تفسير علمي جاد لهذه الممارسات الإسرائيلية التي تقرأها كإجراءات وأحداث منفصلة لا يضبطها ضابط قانوني أو منطق سياسي، وتتواطأ في تعاملها مع الواقع كما هو، وفي أحسن الأحوال تنشر التقارير بشأن هذه الممارسات دون أن تقدم تفسيراً لها.
إن الجديد الذي كشفت عنه هذه الدراسة هو السياسات والنظم الإسرائيلية التي باتت تستهدف التدخل في تفكير الأفراد في عملية مسخ دماغي زاحف ومتدرج وممنهج، ومحاولتها هندسة الجماعة السياسية للتدخل في العمليات الاجتماعية والسيطرة عليها وعلى نتائجها.
يقول الكاتب في ختام دراسته: "إن طموح مدير السجون السابق يعقوف جنوت يعبر عن هذا الهدف وهذه الرغبة في السيطرة، ففي إحدى ساحات سجن جلبوع، وبعد تسلم وزير الأمن الداخلي جدعون عزرا الوزارة عام 2006 يوجه حديثه للوزير وعلى مسمع من الأسرى: "اطمئن… عليك أن تكون واثقاً بأنني سأجعلهم (الأسرى) يرفعون العلم الإسرائيلي وينشدون التكفا".
ويعتبر أن "السجن كان دائماً مدرسة في الصمود، وفي تعلم الانضباط وتجذير أصول التنظيم، وصقل القيم وفولذة الإرادة من خلال التحكم بالغرائز (...) لقد أصبح السجن حالياً مؤسسة داخلية للاستفراد بجيل كامل من الشباب الفلسطيني لغرض إعادة تشكيل وعيه (...) صارت سلطة السجن تسمح بمد كافة الجسور الممكنة لكي تنتقل أمراض المجتمع المأزوم، وإحباطات الحركة الوطنية الفلسطينية المأزومة إلى السجن...".
وهنا تبدأ دراسة "وليد نمردقة" فهي لم تتعرض لمرحلة الاعتقال التي تسبق السجن فقد خلف الكاتب حياة المعتقل وراءه قبل ما يقارب الخمسة والعشرين عاماً قضاها في الأسر، فهو لم يعتبر قضية الأسرى قضية الفلسطينيين الأولى، بل اعتبر قضيتهم الأولى قضية فلسطين، وهي قضية الأسرى الأولى، من أجلها أسروا أصلاً ولم يفهم إطلاق سراح الأسرى بديلاً عن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، أو للتغطية على تنازلات سياسية، بل فهم أنه يجب أن يجري في خضم النضال؛ "فلم يعد الجسد الأسير في عصر ما بعد الحداثة هو المستهدف مباشرة، وإنما المستهدف هو الروح والعقل"، "والهدف الذي ندعي بأنه يريد تحقيقه هو إعادة صياغة البشر وفق رؤية إسرائيلية عبر صهر وعيهم، لا سيما صهر وعي النخبة المقاومة في السجون"؛ وبالتالي تصبح دراسة حياة الأسرى كعينة مصغرة عن حياة المواطنين في الأراضي المحتلة يُمكنها تبسيط الصورة وإيضاحها لفهم المشهد الفلسطيني برمته.
"إنهم يواجهون تعذيباً ليس بمقدورهم تحديد شكله ومصدره، وهذه الدراسة صرخة تحاول أن تقول: افعلوا شيئاً قبل فوات الأوان، إن مهمة كشف ما يجري في السجون وتوضيحه للرأي العام في إطار تعريف جديد للتعذيب، هي مهمة لجان حقوق الإنسان ولجان الأسرى؛ فالقضية المطروحة ليست قضية حقوقية أو إنسانية وإنما هي سياسية بالدرجة الأولى".
وفي هذه الدراسة يستند الباحث "وليد نمردقة" في تعليله لأدوات الرقابة والتحكم على نظريات "ميشيل فوكو" حول السجون والمصحات العقلية، كما استند إلى نموذج في استراتيجية الصدمة التي اقترضته "ناعومي كلاين" من استراتيجية علنية في تجارب الطب النفسي في مرحلة معينة من تطوره لفهم نمط إمبريالي في معالجة المجتمع ككل.
وهنا ينتقد الكاتب لجان حقوق الإنسان وجمعيات الدفاع عن الأسرى بصورة عامة والفلسطينية منها بصورة خاصة، كونها ما زالت لا تقدم أي تفسير علمي جاد لهذه الممارسات الإسرائيلية التي تقرأها كإجراءات وأحداث منفصلة لا يضبطها ضابط قانوني أو منطق سياسي، وتتواطأ في تعاملها مع الواقع كما هو، وفي أحسن الأحوال تنشر التقارير بشأن هذه الممارسات دون أن تقدم تفسيراً لها.
إن الجديد الذي كشفت عنه هذه الدراسة هو السياسات والنظم الإسرائيلية التي باتت تستهدف التدخل في تفكير الأفراد في عملية مسخ دماغي زاحف ومتدرج وممنهج، ومحاولتها هندسة الجماعة السياسية للتدخل في العمليات الاجتماعية والسيطرة عليها وعلى نتائجها.
يقول الكاتب في ختام دراسته: "إن طموح مدير السجون السابق يعقوف جنوت يعبر عن هذا الهدف وهذه الرغبة في السيطرة، ففي إحدى ساحات سجن جلبوع، وبعد تسلم وزير الأمن الداخلي جدعون عزرا الوزارة عام 2006 يوجه حديثه للوزير وعلى مسمع من الأسرى: "اطمئن… عليك أن تكون واثقاً بأنني سأجعلهم (الأسرى) يرفعون العلم الإسرائيلي وينشدون التكفا".
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج