جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
طموحات إيران النووية
تاريخ النشر:
2022
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
248 صفحة
الصّيغة:
19.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
ثلاث سنوات من التفتيش المكثف الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشلت في حل القضايا الناجمة عما يقارب العقدين من الانتهاكات الإيرانية لالتزامات السلامة التي قطعتها إيران على نفسها، بالرغم من أن القادة الإيرانيين يؤكدون باستمرار أن نواياهم سلمية بالكامل. وهذه الانتهاكات وإعاقة الإيرانيين لإجراءات الشفافية المطلوبة من قبل ...مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تزيدان من المخاوف من أن تكون إيران تسعى بالفعل لصنع أسلحة نووية.رغم أن عملية صنع القرار في إيران تتم بإجماع النخبة، إلا أن هذه النخبة ليس كتلة واحدة موحدة، بل إنها منقسمة على ذاتها، كما هو الحال بالنسبة لبقية المجتمع. ففي حين يعتقد أعضاء النخبة بأن من واجب إيران أن تسعى لتطوير تقنية نووية، شأنها في ذلك شأن الدول الكبرى، فإننا نجد أن الآراء تختلف حول طريقة الوصول إلى هذه التقنية وحول الحكمة في مواجهة المجتمع الدولي وتحدي مجلس الأمن. كما أن النخبة منقسمة بحدة أكبر حول الرغبة بالتواصل مع الولايات المتحدة، والسعي لعقد صفقة كبرى، وتبني العولمة، والتصرف كدولة عادية وغير ثورية، أي أنهم منقسمون حول الشروط التي سيتخلون بموجبها عن الدافع لامتلاك قدرات تمكنهم من إكمال دورة الوقود التي ستمنح إيران الفرصة لصنع أسلحة نووية.
في الوقت الذي حظيت فيه الملابسات الدولية للأنشطة النووية الإيرانية بقدر واسع من التحليل، فإننا نجد أن العوامل المحلية التي تحدد من يتخذ القرارات في إيران ولأي سبب قد تم تجاهلها في الغرب. في الواقع، يرجع هذا إلى فردة إيران من حيث تعقيدها وتناقضاتها. إذ على الرغم من أنها تمتلك حكومة شبه تمثيلية تقول بأنها تحظى بالدعم الشعبي، إلا أنها تعاني من مشاكل تمس شرعيتها بالذات، عدا عن المشاكل الاقتصادية. ورغم أن الإيرانيين شديدو التعلق باستقلالهم وفخورون بقوميتهم ومتحدون في مقاومة الإملاءات الأجنبية، إلا أنهم ليسوا متحدين في الاعتقاد بأن القضية النووية هي القضية الأهم في البلاد، بل إن معظمهم، في واقع الأمر، يمتلكون أولويات أخرى.
لقد ازدادت حدة التوترات التي تعتمل تحت السطح في إيران منذ انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً للبلاد في حزيران من العام 2005. فقد عاد هذا الأصولي بالبلاد إلى المبادئ الأصلية للثورة من جديد، حيث لاقى خطابه الثوري وتعصبه القومي المترافق مع مطالباته بتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية صدى لدى الفئات المهمشة في إيران. لكن أحمدي نجاد، بدمجه اثنتين من سمات إيران المعاصرة، القومية العسكرية والتحدي الثوري، فإنه يضيق مساحة المناورة أمام إيران، ويجعل من قضية صعبة في الأساس أكثر صعوبة للحل.
يعتبر تحليل شاهرام تشوبين أكثر التحاليل المكتوبة باللغة الإنكليزية شمولاً في ما يتعلق بكيفية تأثير القوى المؤثرة المحلية في إيران، ومصالحها الإقليمية، ونظرتها إلى العالم على عملية صنع القرار في مسألة التكنولوجيا النووية. ويأتي كتابه الطموحات الإيرانية في المجال النووي ليكمل هذا التحليل الشامل بما يقدمه من تقييم للمحاولات التي يجب أن يقوم بها المجتمع الدولي من أجل دفع إيران للإيفاء بالتزاماتها المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية، فكانت النتيجة معالجة متوازنة ووافية للتحدي النووي الإيراني.
يصف تشوبين ببراعة تضارب السياسة الغربية (التي تعكس الاختلافات بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا من جهة أخرى) الممزقة بين تأييد الحوار البناء والتواصل البناء والحوافز التشجيعية من جانب، والاحتواء والعقوبات وتغيير النظام من جانب آخر. حيث يؤكد بشدة أن إيران لن تغير موقفها طالما أن المجتمع الدولي لا يطبق سياسة أكثر توازناً قادرة بنفس الوقت على إبطال مفعول التهديد الإيراني وكذلك على تقديم حوافز تشجعها على التغيير والقبول بالتسوية. ولتحقيق هذا التوازن، ينبغي على الدول الأوروبية وروسيا والصين أن تظهر استعداداً أكبر لتطبيق ضغط سياسي واقتصادي أقوى على إيران بالتعاون مع الولايات المتحدة، في حين ينبغي على الولايات المتحدة أن تظهر استعداداً صادقاً لبناء علاقات إيجابية مع حكومة إيران الدستورية.
يوضح تشوبين بأن التمييز بين التواصل مع إيران والسعي لتغيير النظام فيها خاطئ بحد ذاته، ولهذا فهو جزء من المشكلة، فالتواصل، من وجهة نظره، ليس بديلاً عن تغيير النظام وإنما عامل محفز ومهيئ تشوبين بأن فتح إيران عن طريق تبنيه سيحرر قوى مؤثرة مكبوتة تطمح إلى التغيير.
هذا الكتاب مرجع جديد مرحب به يمكن أن يكتسب منه كل من صناع القرار والباحثين والدارسين فهماً أعمق وأفكاراً أنجع تفيدهم في التعامل مع مصالح الشعب الإيراني ومصالح المجتمع الدولي في آن واحد. صحيح أن إيران لن ترغم -بالتهويل- على الخضوع لسياسات لا تتناسب وتاريخها، ومصالحها، وتقديرها لذاتها، ولكن، في الوقت نفسه، للمجتمع الدولي مصلحة كبرى وشرعية في منعها من حيازة أسلحة نووية، ولذلك ينبغي السعي لتحقيق هذا الهدف بقوة وعزم وذكاء. يقدم كتاب الطموحات الإيرانية في المجال النووي أفكاراً قيمة حول كيفية تحقيق ذلك. إنه مزيج نموذجي من الفهم التاريخي والتحليل المعاصر والعلاج السياسي.يقدم كتاب "طموحات إيران النووية" رؤية نادرة للدوافع والمفاهيم والمعتقدات السياسية المحلية التي تدور في إيران. وفيه يعرض شاهرام تشوبين التاريخ الحالي للبرنامج النووي الإيراني والدبلوماسية النووية الإيرانية مبرهناً بأن المشكلة الأساسية لا تكمن في التكنولوجيا النووية بل في سلوك إيران كدولة ثورية ذات طموحات تتعارض ومصالح جيرانها والغرب.
في الوقت الذي حظيت فيه الملابسات الدولية للأنشطة النووية الإيرانية بقدر واسع من التحليل، فإننا نجد أن العوامل المحلية التي تحدد من يتخذ القرارات في إيران ولأي سبب قد تم تجاهلها في الغرب. في الواقع، يرجع هذا إلى فردة إيران من حيث تعقيدها وتناقضاتها. إذ على الرغم من أنها تمتلك حكومة شبه تمثيلية تقول بأنها تحظى بالدعم الشعبي، إلا أنها تعاني من مشاكل تمس شرعيتها بالذات، عدا عن المشاكل الاقتصادية. ورغم أن الإيرانيين شديدو التعلق باستقلالهم وفخورون بقوميتهم ومتحدون في مقاومة الإملاءات الأجنبية، إلا أنهم ليسوا متحدين في الاعتقاد بأن القضية النووية هي القضية الأهم في البلاد، بل إن معظمهم، في واقع الأمر، يمتلكون أولويات أخرى.
لقد ازدادت حدة التوترات التي تعتمل تحت السطح في إيران منذ انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً للبلاد في حزيران من العام 2005. فقد عاد هذا الأصولي بالبلاد إلى المبادئ الأصلية للثورة من جديد، حيث لاقى خطابه الثوري وتعصبه القومي المترافق مع مطالباته بتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية صدى لدى الفئات المهمشة في إيران. لكن أحمدي نجاد، بدمجه اثنتين من سمات إيران المعاصرة، القومية العسكرية والتحدي الثوري، فإنه يضيق مساحة المناورة أمام إيران، ويجعل من قضية صعبة في الأساس أكثر صعوبة للحل.
يعتبر تحليل شاهرام تشوبين أكثر التحاليل المكتوبة باللغة الإنكليزية شمولاً في ما يتعلق بكيفية تأثير القوى المؤثرة المحلية في إيران، ومصالحها الإقليمية، ونظرتها إلى العالم على عملية صنع القرار في مسألة التكنولوجيا النووية. ويأتي كتابه الطموحات الإيرانية في المجال النووي ليكمل هذا التحليل الشامل بما يقدمه من تقييم للمحاولات التي يجب أن يقوم بها المجتمع الدولي من أجل دفع إيران للإيفاء بالتزاماتها المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية، فكانت النتيجة معالجة متوازنة ووافية للتحدي النووي الإيراني.
يصف تشوبين ببراعة تضارب السياسة الغربية (التي تعكس الاختلافات بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا من جهة أخرى) الممزقة بين تأييد الحوار البناء والتواصل البناء والحوافز التشجيعية من جانب، والاحتواء والعقوبات وتغيير النظام من جانب آخر. حيث يؤكد بشدة أن إيران لن تغير موقفها طالما أن المجتمع الدولي لا يطبق سياسة أكثر توازناً قادرة بنفس الوقت على إبطال مفعول التهديد الإيراني وكذلك على تقديم حوافز تشجعها على التغيير والقبول بالتسوية. ولتحقيق هذا التوازن، ينبغي على الدول الأوروبية وروسيا والصين أن تظهر استعداداً أكبر لتطبيق ضغط سياسي واقتصادي أقوى على إيران بالتعاون مع الولايات المتحدة، في حين ينبغي على الولايات المتحدة أن تظهر استعداداً صادقاً لبناء علاقات إيجابية مع حكومة إيران الدستورية.
يوضح تشوبين بأن التمييز بين التواصل مع إيران والسعي لتغيير النظام فيها خاطئ بحد ذاته، ولهذا فهو جزء من المشكلة، فالتواصل، من وجهة نظره، ليس بديلاً عن تغيير النظام وإنما عامل محفز ومهيئ تشوبين بأن فتح إيران عن طريق تبنيه سيحرر قوى مؤثرة مكبوتة تطمح إلى التغيير.
هذا الكتاب مرجع جديد مرحب به يمكن أن يكتسب منه كل من صناع القرار والباحثين والدارسين فهماً أعمق وأفكاراً أنجع تفيدهم في التعامل مع مصالح الشعب الإيراني ومصالح المجتمع الدولي في آن واحد. صحيح أن إيران لن ترغم -بالتهويل- على الخضوع لسياسات لا تتناسب وتاريخها، ومصالحها، وتقديرها لذاتها، ولكن، في الوقت نفسه، للمجتمع الدولي مصلحة كبرى وشرعية في منعها من حيازة أسلحة نووية، ولذلك ينبغي السعي لتحقيق هذا الهدف بقوة وعزم وذكاء. يقدم كتاب الطموحات الإيرانية في المجال النووي أفكاراً قيمة حول كيفية تحقيق ذلك. إنه مزيج نموذجي من الفهم التاريخي والتحليل المعاصر والعلاج السياسي.يقدم كتاب "طموحات إيران النووية" رؤية نادرة للدوافع والمفاهيم والمعتقدات السياسية المحلية التي تدور في إيران. وفيه يعرض شاهرام تشوبين التاريخ الحالي للبرنامج النووي الإيراني والدبلوماسية النووية الإيرانية مبرهناً بأن المشكلة الأساسية لا تكمن في التكنولوجيا النووية بل في سلوك إيران كدولة ثورية ذات طموحات تتعارض ومصالح جيرانها والغرب.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج