الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة - المجلد الرابع (البعد الاقتصادي)

ساهم العالم العربي يشكل كبير في تطوير المعرفة الإنسانية، وكاهن المحور الذي ربط بواكير هذه المعرفة بطلائع تطور المعرفة الحديثة في الغرب. وبالرغم من الإمكانات الهائلة والثروات الطبيعية التي يمتاز بها العالم العربي، إلا أنه يواجه الكثير من المشكلات التي تتعلق بالتنمية ومنها مصادر المياه، نفاد مصادر الطاقة غير ...المتجددة، الغداء، الصحة، التعليم، التلوث، الأمن القومي، حقوق الإنسان، والإنفاق العسكري وسواها. أمام هذه المشكلات التي أضعفت الوعاء الثقافي للأمة، تبرز الحاجة إلى مصدر معرفي يقدم مقاربات موثوقاً بها، شاملة ومتكاملة تعمل على تفعيل القدرات الإنسانية من الفكر الخلاق والإبداع والابتكار لدى المواطن العربي للأخذ بعناصر المجتمع المعرفي والولوج بزخم، بما يتسلح به العقل الإنساني من رأسمال بشري، لبنان الاقتصاد المعرفي القائم على مهارات المعرفة والتعليم والتعلم مدى الحياة.من هنا جاءت فكرة إصدار الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة بدعم من مشروع الموسوعة العالمية للنظم الداعمة للحياة (EOLSS) والذي تشرف عليه منظمة اليونسكو، على أن تقوم الأكاديمية العربية للعلوم بالعمل على إصدار هذه الموسوعة.
تهدف الموسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية المستدامة إلى تقديم كيان معرفي شمولي مرجعي تكاملي لتوفير كل الحاجات اللازمة لمواصلة الحياة. ونأمل أن تشكل هذه الموسوعة النواة لفهم أفضل للتنمية المستدامة، وأن يتمكن من استخدامها السواد الأعظم من الناس على اختلاف تخصصاتهم ومستوياتهم العلمية، وأن تكون مرجعاً موثوقاً به للمعرفة من جميع جوانبها المتعلقة بنظم الحياة، من ثروة اقتصادية وبيئية واجتماعية، وستعمل هذه الموسوعة على تعزيز التنمية النظامية للمعرفة في نطاق هذه الثروات التي تعد ضرورية لضمان الأمن والسلام وبخاصة في عالمنا العربي.
ولتحقيق هذه الأهداف تم تقسيم الموسوعة إلى أربعة مجلدات، يتناول بعد الموارد الطبيعية والبيئية، إحدى الركائز الثلاث التي تعتمد عليها التنمية المستدامة، والتي تم التأكيد عليها في القمة العالمية للتنمية المستدامة التي عقدت في جوهانسبرغ عام 2002 (الموارد الطبيعية والبيئة، والبعد الاجتماعي، والبعد الاقتصادي)، ويتضمن المجلد الحالي 25 فصلاً تم فيها استعراض أهم قضايا الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها عمليات التنمية المختلفة، وأهم المشكلات البيئية الناتجة من الأنشطة البشرية، ومن ضغوط أنماط التنمية التقليدية على النظم الأيكولوجية. وقد اختتم المجلد بعدد من الفصول يتناول أهم الاتجاهات الحديثة التي يمكن أن تحقق التنمية المستدامة. ولقد روعي في انتقاء الموضوعات التي تضمنها المجلد الثاني من الموسوعة مدى أهميتها بالنسبة إلى العالم العربي، والقارئ العربي، سواء كان أكاديمياً متخصصاً أو دارساً أو مثقفاً أو صانعاً لسياسات البيئة والتنمية.