جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
لاجئات من فلسطين
تاريخ النشر:
2022
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
414 صفحة
الصّيغة:
17.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
تعبنا في هذه الحياة سوداء كالإسفلت" هذا ما قالته أم سفيان كي تلخص حياتها كلاجئة فلسطينية. بقراءة الصحف أو بمشاهدة النقاشات المتلفزة، كثيراً ما نحس أن "اللاجئين الفلسطينيين" شيء مجرد لا يعدو أن يكون رهاناً للمفاوضات لا أكثر. يتم ذكر "حقهم في العودة" أو رفضه، الخطر الذي تشكله عودتهم ...على دولة إسرائيل، استعمالهم من قبل الدول العربية، لكنهم لن يكونوا سوى شطر في مفاوضات محتملة من أجل سلم إسرائيلي فلسطيني. هكذا يتم نسيان أربعة ملايين من النساء والرجال والأحياء الذين يملكون مسار حياة خاص، يهزأ بهم تاريخ المنطقة، هم الموزعون على عشرات المخيمات في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة وكذا في سوريا ولبنان والأردن. إن الأهمية الأولى لكتاب ستيفاني لاط عبد الله تكمن في إعادة الإنسانية إلى هؤلاء اللاجئين والأخذ بعين الاعتبار كل تطلعاتهم البسيطة إلى حياة أحسن.اختارت المؤلفة أن تحدثنا في هذا الكتاب عن اللاجئات اللواتي تشكلن، كما في باقي الدول أو أكثر، العمود الفقري للمجتمع وتنظيمه، ركيزة استمراره. إنها تحقق ذلك انطلاقاً من دراسة مفصلة لمخيمين من العشرة الموجودة بالأردن وهما مخيم جبل حسين الذي تكون بعد حرب 1948 واستقر في قلب عمان، ومخيم جرش بغزة الذي غير مكانه وفر سكانه مرتين، مرة إلى غزة عام 1948 ومرة إلى الأردن عام 1967.
إن نقطة بداية هذه الحياة هي دون شك هجرة 1948 التي تمثل قطيعة أساسية حولت مجتمعاً فلاحياً إلى لاجئين تجمعهم مخيمات "مؤقتة" إن فشل الرجال في الدفاع عن أرضهم يبرره هؤلاء بإرادتهم في الدفاع عن شرف نسائهم ضد الاغتصاب على يد المليشيات اليهودية وبعدها الجيش الإسرائيلي، تقول المؤلفة أن هذه القصة هي بمثابة "وسيلة للتقليل من الشعور التاريخي بالذنب من قبل جيل بأكمله وخاصة رجاله، وتسمح بحماية الآباء الذين لم يتمكنوا من الدفاع عن الأرض وبالتالي الحفاظ على دورهم العائلي. بهروبهم من المدن والقرى، وتمكنوا على الأقل من حماية شرف نسائهم وبناتهم وبالتالي شرف العائلة والمجموعة بأكملها". هكذا نفهم المكانة التي تحتلها قضية الشرف في مجتمع المخيمات الذي تم بناؤه من جديد باعتبار أن الأسرة أصبحت المؤسسة الوحيدة التي تحافظ على الذاكرة الفلسطينية وتنقلها إلى الأجيال. من هنا وجب الدفاع عنها.
يلقي هذا الكتاب الضوء على عنصر هام جداً عادة ما يتم إهماله عمداً من طرف نظرة البؤس و"الشفقة" وهو أن النساء اللاجئات لسن بمتفرجات سلبيات بل تحاولن التكيف وتنجحن في ذلك أحياناً. إنهم في بحث دائم للمحافظة على مكانتهن ودورهن وحريتهن لكنهن يفعلن ذلك في ظروف خاصة جداً.
منذ 1948 تعاقبت أربعة أجيال تقول المؤلفة ستيفاني لاط عبد الله. الأول هو جيل فلسطين، المولود هناك بحيث تتميز الأسر بالاستقرار والنساء بالأمية، تتميز الحياة الخاصة بالمصير الجماعي وبالمنفى حيث يقل الحديث عن الذات ويكثر الحلم بالعودة.
جيل بنات النكبة (1948) المولودات مباشرة قبل أو بعد الهجرة واللواتي لا تستفدن سوى القليل من النظام الدراسي. على غرار أخواتهن الكبريات، كان زواجهن نتاج اتفاقات أسرية وفي حالة فشل الزوج في تلبية حاجات الأسرة تقوم غالبيتهن بمهن بسيطة لا تتطلب تأهيلاً خاصاً.
الجيل السعودي ويعني كل الفتيات اللواتي استفدن من الدراسة على يد الأونروا أو بالأردن ومن بعض فرص التشغيل التي تتطلب مستوى من الكفاءة خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط عام 1973 بحيث غالباً ما يكون نجاح المشوار المهني على حساب الزواج باعتبار أن الزواج هو مساحة لصراع أكثر حدة تتصاعد فيها درجات العنف العائلي.
أخيراً، هناك الجيل الجديد للأفراد الأقل من سن الثلاثين وهو الذي يعيش الأزمة السياسية (خاصة الاختلافات بين المساندين والمعارضين لاتفاقيات أوسلو)، حياة اللااستقرار بعد حرب الخليج الأولى (1990-1991)، الاختيار الفردي للزوج.
من خلال دراستها للأجيال الأربع، تكشف لنا المؤلفة عن تأنيث كل من السلطة والأسرة بعملية تسميها "التأنيث الشعبي" الذي يقوم على ثلاثة معطيات أساسية وهي رفض الزواج ثانية، الاستقلالية عن الأسرة الأصلية، نشوء ظاهرة العزوبية لدى النساء. إن هذا التطور لا يعني دائماً وجود خطاب أكثر "تفتحاً" يقترب أكثر من الطابع "الغربي" بل على العكس من ذلك، فهذا التأنيث الشعبي يقوم على "مبدأ الأسرة والسلطة التي أنتجتها القيم التقليدية وقيم الشرف التي تم استعمالها بكثافة بهدف الاحتجاج على سلطة الذكر باعتبار أنه لم يتمكن من لعب دوره الاجتماعي والاقتصادي في حماية المسار الحياتي للنساء".حين وجدت النساء أنفسهن في مواجهة خرافة حماية الذكور لهن وأهمية الشبكة العائلية في ظل الظروف المضنية لحياة المخيمات والدور السياسي للعائلة في الأردن فإنهن لجأن إلى الارتكاز على القيم العائلية التقليدية من أجل تاريخهن الفردي، منتجات بدورهن واقعاً بديلاً، صورة ترمز لاستمرارية السلطة الذكرية وفي نفس الوقت تثور عليها.
من خلال دراسات ميدانية قامت بها ستيفاني لاط عبد الله في مخيمين فلسطينيين بالأردن وهما مخيم جبل الحسين بعمان ومخيم غزة بجرش، وعبر مسيرة إحدى العائلات (عائلة سليمان)، تبين الباحثة كيف تمكن كل من تاريخ المنفى ومكانة اللاجئين بالمجتمع الأردني من بناء "إيديولوجية أسرية" ترفضها اللاجئات وكيف تصبح بعض أشكال مقاومة النساء فردياً وجماعياً لسلطة الأسرة مقاومة طلائعية.
تدور قصة هذا الكتاب حول مفهوم النسوية الشعبية والتي تمثل التاريخ السياسي والاجتماعي للأسرة داخل المخيمات الفلسطينية في الأردن منذ 1948.
إن نقطة بداية هذه الحياة هي دون شك هجرة 1948 التي تمثل قطيعة أساسية حولت مجتمعاً فلاحياً إلى لاجئين تجمعهم مخيمات "مؤقتة" إن فشل الرجال في الدفاع عن أرضهم يبرره هؤلاء بإرادتهم في الدفاع عن شرف نسائهم ضد الاغتصاب على يد المليشيات اليهودية وبعدها الجيش الإسرائيلي، تقول المؤلفة أن هذه القصة هي بمثابة "وسيلة للتقليل من الشعور التاريخي بالذنب من قبل جيل بأكمله وخاصة رجاله، وتسمح بحماية الآباء الذين لم يتمكنوا من الدفاع عن الأرض وبالتالي الحفاظ على دورهم العائلي. بهروبهم من المدن والقرى، وتمكنوا على الأقل من حماية شرف نسائهم وبناتهم وبالتالي شرف العائلة والمجموعة بأكملها". هكذا نفهم المكانة التي تحتلها قضية الشرف في مجتمع المخيمات الذي تم بناؤه من جديد باعتبار أن الأسرة أصبحت المؤسسة الوحيدة التي تحافظ على الذاكرة الفلسطينية وتنقلها إلى الأجيال. من هنا وجب الدفاع عنها.
يلقي هذا الكتاب الضوء على عنصر هام جداً عادة ما يتم إهماله عمداً من طرف نظرة البؤس و"الشفقة" وهو أن النساء اللاجئات لسن بمتفرجات سلبيات بل تحاولن التكيف وتنجحن في ذلك أحياناً. إنهم في بحث دائم للمحافظة على مكانتهن ودورهن وحريتهن لكنهن يفعلن ذلك في ظروف خاصة جداً.
منذ 1948 تعاقبت أربعة أجيال تقول المؤلفة ستيفاني لاط عبد الله. الأول هو جيل فلسطين، المولود هناك بحيث تتميز الأسر بالاستقرار والنساء بالأمية، تتميز الحياة الخاصة بالمصير الجماعي وبالمنفى حيث يقل الحديث عن الذات ويكثر الحلم بالعودة.
جيل بنات النكبة (1948) المولودات مباشرة قبل أو بعد الهجرة واللواتي لا تستفدن سوى القليل من النظام الدراسي. على غرار أخواتهن الكبريات، كان زواجهن نتاج اتفاقات أسرية وفي حالة فشل الزوج في تلبية حاجات الأسرة تقوم غالبيتهن بمهن بسيطة لا تتطلب تأهيلاً خاصاً.
الجيل السعودي ويعني كل الفتيات اللواتي استفدن من الدراسة على يد الأونروا أو بالأردن ومن بعض فرص التشغيل التي تتطلب مستوى من الكفاءة خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط عام 1973 بحيث غالباً ما يكون نجاح المشوار المهني على حساب الزواج باعتبار أن الزواج هو مساحة لصراع أكثر حدة تتصاعد فيها درجات العنف العائلي.
أخيراً، هناك الجيل الجديد للأفراد الأقل من سن الثلاثين وهو الذي يعيش الأزمة السياسية (خاصة الاختلافات بين المساندين والمعارضين لاتفاقيات أوسلو)، حياة اللااستقرار بعد حرب الخليج الأولى (1990-1991)، الاختيار الفردي للزوج.
من خلال دراستها للأجيال الأربع، تكشف لنا المؤلفة عن تأنيث كل من السلطة والأسرة بعملية تسميها "التأنيث الشعبي" الذي يقوم على ثلاثة معطيات أساسية وهي رفض الزواج ثانية، الاستقلالية عن الأسرة الأصلية، نشوء ظاهرة العزوبية لدى النساء. إن هذا التطور لا يعني دائماً وجود خطاب أكثر "تفتحاً" يقترب أكثر من الطابع "الغربي" بل على العكس من ذلك، فهذا التأنيث الشعبي يقوم على "مبدأ الأسرة والسلطة التي أنتجتها القيم التقليدية وقيم الشرف التي تم استعمالها بكثافة بهدف الاحتجاج على سلطة الذكر باعتبار أنه لم يتمكن من لعب دوره الاجتماعي والاقتصادي في حماية المسار الحياتي للنساء".حين وجدت النساء أنفسهن في مواجهة خرافة حماية الذكور لهن وأهمية الشبكة العائلية في ظل الظروف المضنية لحياة المخيمات والدور السياسي للعائلة في الأردن فإنهن لجأن إلى الارتكاز على القيم العائلية التقليدية من أجل تاريخهن الفردي، منتجات بدورهن واقعاً بديلاً، صورة ترمز لاستمرارية السلطة الذكرية وفي نفس الوقت تثور عليها.
من خلال دراسات ميدانية قامت بها ستيفاني لاط عبد الله في مخيمين فلسطينيين بالأردن وهما مخيم جبل الحسين بعمان ومخيم غزة بجرش، وعبر مسيرة إحدى العائلات (عائلة سليمان)، تبين الباحثة كيف تمكن كل من تاريخ المنفى ومكانة اللاجئين بالمجتمع الأردني من بناء "إيديولوجية أسرية" ترفضها اللاجئات وكيف تصبح بعض أشكال مقاومة النساء فردياً وجماعياً لسلطة الأسرة مقاومة طلائعية.
تدور قصة هذا الكتاب حول مفهوم النسوية الشعبية والتي تمثل التاريخ السياسي والاجتماعي للأسرة داخل المخيمات الفلسطينية في الأردن منذ 1948.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج