تطبيق التفكير الشامل

إن الغاية من هذا الكتاب هي مساعدتك على تحسين تفكيرك النقدي داخل منهاج أو اختصاص معين، والهدف الثاني هو نتيجة تلقائية للهدف الأول، وهو مساعدتك لكي تحسن قدرتك على التفكير بشكل فعال في حياتك.
إن طريقة استخدامك لهذا الكتاب سيختلف عن كيفية استخدامك لكتب المواد الأخرى. أولاً: هذا ليس كتاباً ...للقراءة فحسب. ذلك بأن ما يعلمه ليس مجرد جسم من المعلومات. إذا نجحت فكرة الكتاب فإنك ستتعلم كيف تعمل شيئاً، وهذا يتطلب أكثر من مجرد حشو معلومات، أكثر من مجرد تعلم مهارات. إنه ليس مجرد تعلم التفكير النقدي، بل هو التفكير النقدي بحد ذاته.ثانياً: هذا الكتاب هو دليلك لكي تفكر نقدياً داخل منهاج معين: الإنشاء، الجيولوجيا، السيكولوجيا النفسية، التجارة، وأي موضوع آخر. ولكن، قليل جداً من التمارين سوف يكون ذا علاقة بالموضوع الذي تدرسه ومع ذلك فإن عليك حل جميع التمارين. لقد تم اختيار التمارين لتكون شاملة لكل المواد، وكل التخصصات، وحتى التخصصات المتعددة في أكثر من مجال. ليس هنالك أي مواد استدراكية مطلوبة لكي تأخذ مادة التفكير النقدي.
التفكير النقدي قابل للانتقال، إذا تعلمت التفكير النقدي في مجال ما بشكل متعمد فإنك ستجد نفسك مسلحاً بهذه التقنية لتصبح مفكراً ناقداً في كل المجالات، ستجد أن قدرتك على التعلم في المواد الأخرى أصبحت أسرع، وأنك أصبحت تمسك بزمام الأمور في المادة كما في حياتك الشخصية.
وأخيراً، ستكون أنت الحاكم في النهاية فيما إذا حسن هذا الكتاب طريقة تفكيرك، وعليك أن تعي هنا أن التفكير النقدي يمكن تعلمه بدرجات. في محاولة لتقييم ذاتك في التفكير النقدي عليك فحص نفسك عن طريق الدقة، قدرتك على تحديد الفرضيات، الخروج باستنتاجات ذات علاقة، التفكير في الأشياء من خلال المفاهيم الأساسية والهامة في مجال ما.
يمكنك تخيل نفسك بيم يدي مدرب للتفكير النقدي، هذا الكتاب هو الدليل الذي يطلب منك هذا المدرب إتباعه، والمدرس سيزودك بتغذية راجعة خلال الفصل الدراسي.
من هو المدرب؟ بطريقة أو بأخرى فإن المدرب هو أستاذ المادة، وبطريقة أخرى مبتكرة ف‘م المدرب هو آلية التفكير الصحيحة الموجودة داخلك، وفي النهاية سوف تتعلم أن تتقبل الأشياء التي تعمل من وجهة نظرك، وعليك أن ترى أن هذه الأشياء قد أتت كلها -سواء من خلال تعلمك، فهمك للموضوع فهمك لعلاقتك مع الآخرين- قبل اعتمادها بشكل نهائي في حياتك ولكن عليك في البداية إعطاء الفرصة لهذه الأشياء لإثبات نفسها.منذ منتصف الثمانينيات، التزم جيرالد ناسيتش بتدريس التفكير النقدي عبر المنهاج ليشمل جميع الاجتهادات. وهو يؤمن في المحصلة الأخيرة بأن الطريقة المثلى لكي يتقن الطالب محتوى أي مادة يدرسها في الجامعة هي من خلال تطبيق التفكير الشامل، وبأن الطريقة الوحيدة لكي يمسك الطالب بناصية أموره الحياتية والخيارات المتاحة له إنما تكون من خلال التفكير النقدي في الأمور.
يرتكز كتاب تطبيق التفكير الشامل، على نموذج ريتشارد بول للتفكير النقدي، والذي يقضي بأن ينغمس الطلاب في التفكير النقدي ضمن السياق أو الاختصاص الذي يتابعون. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الكتاب سيساهم في تحسين إدراك الطلاب للمنهاج، وعلاقته مع المناهج وحياتهم اليومية، والحصول على نظرة عامة على الاختصاص، بحيث يمكنهم إدراك علاقة الأجزاء نسبة إلى المجموع، لكي يصبحوا طلبة متفاعلين مع المادة بدل أن يكونوا مجرد متلقين للمعلومات.
إن كتاب تطبيق التفكير الشامل مثالي للأساتذة الذين يدرسون مكونات التفكير النقدي في مجال اللغات والعلوم التطبيقية والإنسانية والتخصصات في أي مجال.