جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
دروس فى الاستراتجيه المتخصصة
الإسكيما
تاريخ النشر:
2020
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
540 صفحة
الصّيغة:
64.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
واحدة من أهم الأساليب التي يستخدمها الناس في تفسير المتغيرات التي تحدث من حولهم هي "السكيما" Schema، وهي تعد افتراضًا مسبقًا في الهيكل العقلي للانسان عن الطريقة التي تدار بها العالم من حوله، فعندما تتوافر معلومات جديدة داخل بيئته أو حولها؛ يحاول الشخص أن يلائم هذه المعلومات مع النمط الفكري الخاص به. ويعد التوازن مثالًا هامًا في السكيما، حيث يمتلك الشخص "مجموعة متوازنة" من المعتقدات، يمكن توضيحها من خلال علاقات الصداقة والعداء كأحد الأمثلة، فيسرى الاعتقاد أن جميع الأصدقاء يحبون بعضهم البعض، وكذلك جميع الأعداء يحبون بعضهم البعض، ويكره الأصدقاء الأعداء كما يكره الأعداء الأصدقاء، وبالتالي نستنتج أن أصدقاء الأصدقاء هم أصدقائنا (وكذلك أعداء الأعداء)، وأصدقاء الأعداء هم أعدائنا (وكذلك أعداء الأصدقاء)، وتلك الصورة توفر شكل علاقات متوازنة ومرتبة في العالم، فإن شكل العلاقات – إذا حصرناها من خلال تصنيفها إلى مجموعتين غير مركبتين (مثل الأصدقاء والأعداء) – تعكس مفهوم التوازن لدى العقل البشري، وبالتالي جميع العلاقات التي تتواجد داخل المجموعة الواحدة تحمل صفة ايجابية (يحب)، وتنعكس العلاقات بالسلب (يكره) في المجموعة المختلفة، وعلى ذلك تسير العلاقات بذات النمط من التوازن. واذا ما أدمجنا هذه العلاقات المتوازنة في نظرية السكيما؛ نجد أن الشخص لديه علاقات أو معارف مسبقة، وفي حال حصوله على علاقات جديدة، يقوم بمحاوله دمجها في التفسير القديم لديه مع نمط العلاقات المسبق، فإذا توافقت تمامًا مع توقعاته السابقة، فلن يحدث أي تغير، إما إذا خالفت توقعاته فمن الغالب أن يلجأ إلى مجموعة متنوعة من الخيارات التكتيكية، منها: أن يستخدم المخطط/السكيما ذاتها في تصنيف أصدقاؤه وأعداؤه، أو قد يستخدم كذلك نفس المخطط، ولكن يعيد تحديد أصدقاؤه وأعداؤه من منظور مختلف، أو قد يستخدم مخطط مختلف تمامًا عن ذلك السابق، وهنا علي سبيل المثال قد يقسم الأشخاص إلى ثلاث مجموعات مختلفة بدلًا من مجموعتين. أما بالنسبة للشخص السياسي، فإنه يهتم بشكل عام بالطريقة التي يتم بها صنع السياسات، أو يلتفت بشكل خاص إلى المواقف، والمعتقدات، ودور العملية الإدراكية والمعرفية في العملية السياسية، وتختلف الساحات السياسية من مكان لآخر، فمنها ما هو شديد التعقيد، وهنا تأتي نظرية السكيما لتحليل عمليات الإدراك المختلفة. ويجب الإشارة إلى أن السكيما متعلقة في الأساس بتحليل الفرد، من خلال ملاحظاته الشخصية نحو بيئته، ولذلك تصف السكيما عمليات الإدراك لدى الفرد بذاته، وكيفية معالجته للمعلومات أو تحليلها؛ أي أنها لا تصف أو تحلل مجموعة من الأحداث أو القرارات المتلاحقة في حركة اجتماعية أو سياسية، بل أنها تحلل منظور الشخص للعالم المعقد، وكيفية رؤيته للأمور، وبهذا نتعرف على الأسباب من وراء تشكيل السياسات الخارجية المعينة أو شكل العلاقات الدولية في هذا العالم، طالما أن الفرد لديه رؤيته الخاصة لها ويستطيع تطبيقها.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج