جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
أكتاف المدينة
تاريخ النشر:
2017
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
20 صفحة
الصّيغة:
7.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
يصوّر فن الهايكو الياباني الطبيعة بكل تفاصيلها المدهشة, إنّه يقتنص اللحظة/اللقطة المجردة لينقلها ويُشَعْرِنُها على الورق. إنها الصورة المجرّدة حين تتكلم بلسان الرائي وتقول الكثير .. أكثر مما يمكن للبشـر رؤيته ربما في السياق العادي للطبيعة.
قبل أن تنتشـر الكاميرات والعدسات المقرِّبة والميكروية, كان شعر الهايكو الياباني يبحث عن المدهش في الطبيعة ليفرغه بفن كتابي محدد ذي تقاليد صارمة. إننا محظوظون, إذ وُلدنا في عصـر يحظى بوجود تقنيات حديثة, جعلتنا نكتشف أدق أسـرار وتفاصيل الطبيعة التي تحيط بنا. نستكشفها بلا جهد يذكر, أحياناً ونحن مستلقون على أريكة في صالة الجلوس, ورغم ذلك, تحضـر الدهشة لدينا.
شعر الهايكو أيضاً كان يقوم بهذا الأمر بشكل أو بآخر, إنه ينقل الدهشة, إنه أشبه بـ«ناشيونال جيوغرافيك» القرن السادس عشـر, إلا أن هناك شيئاً تخلّف في حضور التقنية الحديثة, واحتفظ به شعر الهايكو؛ إنّه الفلسفة المتمثلة بالسعي إلى الحقيقة الكامنة في بواطن الأشياء والخروج بالمشاهدات الطبيعية من معناها الظاهري إلى معناها الخفي من خلال فلسفة «الزن» القائمة على التفكّر والتأمل, تلك الفلسفة التي انعكست بلا شك على فن كتابة الهايكو. إنه فن التصوير بالكلمة المنطوقة, وبالصوت الخارج من قاع النفس, قبل أن يستقر مكتوباً على الورق, لينقل مشهداً قد يبدو طبيعياً وعادياً, الآن وقديماً, لكنه فنّ يغوص ليستخرج حكماً وحقائق كامنة لا تنجلي إلا لمن هو مؤهّلٌ لاستيعابها.
لم يمضِ على القارئ العربي وقت طويل على تعرّفه على فن الهايكو الياباني حتى انتشـر في البيئة العربية, وقد سبقه إلى ذلك العالمُ خارج اليابان, الذي افتتن بقصائد الهايكو, وطفق يترجمها ويتعلم أصولها, لتصل إلى الساحة العربية مترجمة من خلال لغات وسيطة على الأغلب. وقد اشتهر في هذا الفن شعراء غربيون على مستوى العالم, تمرسوا على هذا الفن. فهذه القصائد القصيرة المقتضبة, تحتضن دفقات شعورية وحكمة مركّزة ومضغوطة بإحكام ككبسولة.
ما قد لا يعرفه القارئ العربي أن قصائد الهايكو القديمة تحوي كلمات مرموزة ومصطلحات وكلمات مفتاحية مشتقة من الطبيعة والعادات والتقاليد اليابانية, وقد توافق عليها اليابانيون على مر العصور, لدرجة أنهم وضعوا لها قواميسَ وتقاويمَ دلالية مختلفة باختلاف فصول السنة. إنها رمزية تشبه إلى حدّ ما مصطلحات الصوفيين, التي إن أردتَ أن تفهمها, فعليك أن تعرف ابتداءً معاني مصطلحاتهم ودلالاتهم المتوافق عليها الواردة في أقوالهم. وفي حين انحصـرت مصطلحات الصوفية الإسلامية بتعريف المشاهدات والحالات التي يجد فيها الصوفي نفسه بمواجهتها في طريقه إلى الله, كان اليابانيون يفعلون الشيء نفسه مع المشاهدات في مواجهتهم الطبيعة وتقلباتها في الفصول.
قبل أن تنتشـر الكاميرات والعدسات المقرِّبة والميكروية, كان شعر الهايكو الياباني يبحث عن المدهش في الطبيعة ليفرغه بفن كتابي محدد ذي تقاليد صارمة. إننا محظوظون, إذ وُلدنا في عصـر يحظى بوجود تقنيات حديثة, جعلتنا نكتشف أدق أسـرار وتفاصيل الطبيعة التي تحيط بنا. نستكشفها بلا جهد يذكر, أحياناً ونحن مستلقون على أريكة في صالة الجلوس, ورغم ذلك, تحضـر الدهشة لدينا.
شعر الهايكو أيضاً كان يقوم بهذا الأمر بشكل أو بآخر, إنه ينقل الدهشة, إنه أشبه بـ«ناشيونال جيوغرافيك» القرن السادس عشـر, إلا أن هناك شيئاً تخلّف في حضور التقنية الحديثة, واحتفظ به شعر الهايكو؛ إنّه الفلسفة المتمثلة بالسعي إلى الحقيقة الكامنة في بواطن الأشياء والخروج بالمشاهدات الطبيعية من معناها الظاهري إلى معناها الخفي من خلال فلسفة «الزن» القائمة على التفكّر والتأمل, تلك الفلسفة التي انعكست بلا شك على فن كتابة الهايكو. إنه فن التصوير بالكلمة المنطوقة, وبالصوت الخارج من قاع النفس, قبل أن يستقر مكتوباً على الورق, لينقل مشهداً قد يبدو طبيعياً وعادياً, الآن وقديماً, لكنه فنّ يغوص ليستخرج حكماً وحقائق كامنة لا تنجلي إلا لمن هو مؤهّلٌ لاستيعابها.
لم يمضِ على القارئ العربي وقت طويل على تعرّفه على فن الهايكو الياباني حتى انتشـر في البيئة العربية, وقد سبقه إلى ذلك العالمُ خارج اليابان, الذي افتتن بقصائد الهايكو, وطفق يترجمها ويتعلم أصولها, لتصل إلى الساحة العربية مترجمة من خلال لغات وسيطة على الأغلب. وقد اشتهر في هذا الفن شعراء غربيون على مستوى العالم, تمرسوا على هذا الفن. فهذه القصائد القصيرة المقتضبة, تحتضن دفقات شعورية وحكمة مركّزة ومضغوطة بإحكام ككبسولة.
ما قد لا يعرفه القارئ العربي أن قصائد الهايكو القديمة تحوي كلمات مرموزة ومصطلحات وكلمات مفتاحية مشتقة من الطبيعة والعادات والتقاليد اليابانية, وقد توافق عليها اليابانيون على مر العصور, لدرجة أنهم وضعوا لها قواميسَ وتقاويمَ دلالية مختلفة باختلاف فصول السنة. إنها رمزية تشبه إلى حدّ ما مصطلحات الصوفيين, التي إن أردتَ أن تفهمها, فعليك أن تعرف ابتداءً معاني مصطلحاتهم ودلالاتهم المتوافق عليها الواردة في أقوالهم. وفي حين انحصـرت مصطلحات الصوفية الإسلامية بتعريف المشاهدات والحالات التي يجد فيها الصوفي نفسه بمواجهتها في طريقه إلى الله, كان اليابانيون يفعلون الشيء نفسه مع المشاهدات في مواجهتهم الطبيعة وتقلباتها في الفصول.
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج