جميع الأسعار تشمل ضريبة القيمة المضافة.
الأنثى قبل الأخيرة
تاريخ النشر:
2013
تصنيف الكتاب:
الناشر:
عدد الصفحات:
188 صفحة
الصّيغة:
17.99 ر.س
نبذة عن الكتاب
"""أنا عباس، كتلة لحمية ضامرة، وثقل لامتناه من الآلام، والأحزان، لا أدري لماذا تطاردني الآلام والأحزان، وكأنها عاشقة أقسمت إلا أن تبقى ملتصقة بحياة عشيقها. قد تظنون أنني مريض نفسياً إذا قلت لكم إنني أشك بوجود علاقة ما ربما تكون علنية أو سرية، لا أدري، بين أحلامي، وأحزاني..."".
بهذه البداية النصية التي يضعها ""محمود أبو فروة الرجبي"" على لسان السارد، يعطف على الألم الذي تنوء به الرواية، فيطلق جملة من المواقف ويبثها عبر شخصيات مأزومة تعيش الحاضر وتغترب عنه، وترنو إلى المستقبل ولا تملك أدوات التعامل معه. وتفشل في البحث عن معنىً لحياتها وتحقيق ما تحلم به.
هذه الحالة المعلقة بين الواقع والحلم المستحيل يختصرها الروائي بمشهد غرق فتاة وشاب في البحر هرباً من واقع رثٍ لم يستطيعا مجاراته، فيغدو البحر وسيلة للخلاص. لقد ابتلع البحر أحزانهم وأحلامهم، ""... غاب صوتها. شاهدتها تركض نحو البحر، تصرخ صامتة. تبكي مثلي في داخلها، ثم ترمي بنفسها إلى البحر، أدرك خطيبها أنها تنوي الانتحار، وخمن زهدي ذلك، وحدثتني مشاعري بما سيحدث كله (...) ماتت الفتاة، ومات خطيبها..."" من هذه النقطة التي تعكس واقعاً يائساً تبدأ الرواية محاولة رسم طريقاً للخلاص عبر البحث عن صيغ جديدة تؤكد إرادة الحياة والرغبة في الاستمرار.
في المضمون تعالج الرواية الموضوعة الطبقية في العالم العربي وتسلط الضوء على التفاوت الاجتماعي بين طرفين يشكلان حلقة الصراع في أي مجتمع. طرف يحتكر سلطة الأمر والنهي والمال والتحكم في أمور البلاد والعباد. وطرف آخر هو الحلقة الأضعف، المواطن العربي الذي يكون عليه السمع والطاعة والعيش بما تيسر. إلا أن المفارقة هنا أن الشخصيات تملك وعياً بواقعها، ويتخذ هذا الوعي الطبقي شكلاً حاداً لدى بعض شخصيات الطبقة الأدنى والتي يمثلها عباس وزهدي وسارة وعلي وعائلاتهم. يقول عباس ""صديقي زهدي كان متحمساً لكنه لم يتعلم، لقد سرقوا منه حلمه، وقدموه على طبق من ذهب لغيره، وعلي، اغتالوا له طموحه، آه كم أكره الفقر، والضعف! هل حقاً يحب أبناء السيدة الأرض كما نحبها؟..."" بهذه التساؤلات وغيرها تشكل الرواية تمثيلاً أميناً لعالم الواقع من حيث الوعي ""الفعلي والقائم"" وعالم النفس من حيث (الوعي الممكن) لتتمظهر بعد ذلك الرؤية السردية للكاتب بعد تضافر معظم تقنيات السرد من رواة وشخصيات وأمكنة وأزمنة لتكوّن في نهاية المطاف نصاً إبداعياً قائماً بذاته...
"
بهذه البداية النصية التي يضعها ""محمود أبو فروة الرجبي"" على لسان السارد، يعطف على الألم الذي تنوء به الرواية، فيطلق جملة من المواقف ويبثها عبر شخصيات مأزومة تعيش الحاضر وتغترب عنه، وترنو إلى المستقبل ولا تملك أدوات التعامل معه. وتفشل في البحث عن معنىً لحياتها وتحقيق ما تحلم به.
هذه الحالة المعلقة بين الواقع والحلم المستحيل يختصرها الروائي بمشهد غرق فتاة وشاب في البحر هرباً من واقع رثٍ لم يستطيعا مجاراته، فيغدو البحر وسيلة للخلاص. لقد ابتلع البحر أحزانهم وأحلامهم، ""... غاب صوتها. شاهدتها تركض نحو البحر، تصرخ صامتة. تبكي مثلي في داخلها، ثم ترمي بنفسها إلى البحر، أدرك خطيبها أنها تنوي الانتحار، وخمن زهدي ذلك، وحدثتني مشاعري بما سيحدث كله (...) ماتت الفتاة، ومات خطيبها..."" من هذه النقطة التي تعكس واقعاً يائساً تبدأ الرواية محاولة رسم طريقاً للخلاص عبر البحث عن صيغ جديدة تؤكد إرادة الحياة والرغبة في الاستمرار.
في المضمون تعالج الرواية الموضوعة الطبقية في العالم العربي وتسلط الضوء على التفاوت الاجتماعي بين طرفين يشكلان حلقة الصراع في أي مجتمع. طرف يحتكر سلطة الأمر والنهي والمال والتحكم في أمور البلاد والعباد. وطرف آخر هو الحلقة الأضعف، المواطن العربي الذي يكون عليه السمع والطاعة والعيش بما تيسر. إلا أن المفارقة هنا أن الشخصيات تملك وعياً بواقعها، ويتخذ هذا الوعي الطبقي شكلاً حاداً لدى بعض شخصيات الطبقة الأدنى والتي يمثلها عباس وزهدي وسارة وعلي وعائلاتهم. يقول عباس ""صديقي زهدي كان متحمساً لكنه لم يتعلم، لقد سرقوا منه حلمه، وقدموه على طبق من ذهب لغيره، وعلي، اغتالوا له طموحه، آه كم أكره الفقر، والضعف! هل حقاً يحب أبناء السيدة الأرض كما نحبها؟..."" بهذه التساؤلات وغيرها تشكل الرواية تمثيلاً أميناً لعالم الواقع من حيث الوعي ""الفعلي والقائم"" وعالم النفس من حيث (الوعي الممكن) لتتمظهر بعد ذلك الرؤية السردية للكاتب بعد تضافر معظم تقنيات السرد من رواة وشخصيات وأمكنة وأزمنة لتكوّن في نهاية المطاف نصاً إبداعياً قائماً بذاته...
"
إضافة تعليق
لم يتم العثور على نتائج